كتاب الهوية القومية في السينما العربية لـ مجموعة مؤلفين
كتاب الهوية القومية في السينما العربية |
عنوان الكتاب: الهوية القومية في السينما العربية
المؤلف: مجموعة مؤلفين
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية وجامعة الأمم المتحدة
الطبعة: الأولى 1986 م
عدد الصفحات: 276
حجم الكتاب : 8.53 ميغا
حول الكتاب
يضم هذا الكتاب بين طياته أربع دراسات دارت حول الهوية القومية في السينما العربية، الدراسة الأولى: حملت عنوان “ارتباط نشوء السينما العربية بحركة التحرير العربية” وهي من إعداد كمال رمزي. ومن يقرأ هذا المقال يلحظ بوضوح إن عنوان الدراسة لا يعبر بشكل محدد عن محتواها، ذلك أن صلب البحث ينصب في مجمله على فكرة تناول التاريخ القومي من خلال السينما في مصر والوطن العربي، وليس فقط التاريخ، بل تناول التاريخ والشخصيات التاريخية والوطنية في التاريخ القومي من خلال السينما الروائية حيث ركز البحث على الناصر صلاح الدين وشجرة الدر ومصطفى كامل والقضية الفلسطينية والحروب الأربعة، أعوام 1948، 1956، 1967، 1973.وانتظمت الدراسة الثانية والتي جاءت حول “السينما والدولة في الوطن العربي” والتي هي من إعداد سمير فريد في أربعة محاور هي: الرقابة على الأفلام، تنظيم صناعة السينما، نشر المعرفة السينمائية، الإنتاج والتوزيع والعرض، كما أنه اهتم اهتماماً خاصاً بحالة مصر نظراً لأنها تمتلك أقدم وأكبر صناعة سينما في الوطن العربي، وإن كان أشار إشارات كافية للوضع في باقي البلاد العربية يتضمن البحث وصفاً لأوضاع السينما في مصر والوطن العربي، والجزء الخاص بمصر على وجه الخصوص يتضمن عرضاً تاريخياً ممتازاً لتطور أوضاع الرقابة على الأفلام، وتنظيم صناعة السينما.صاغت الدراسة الثالثة “السينمائي العربي وقضايا التكنولوجيا والإيديولوجيا، العلاقة المتبادلة بين التكنولوجيا والإيديولوجيا تخلفاً وتقدماً على السواء، ثم يفسر هذه العلاقة –في ميدان السينما العربية- بوضعها في سياقها من العلاقات الاجتماعية والاتجاهات الفكرية في الواقع العربي نفسه. فإذا كان صاحب البحث ينبه إلى أن الخلين اللذين تعاني منهما السينما العربية هما خلل إيديولوجي وخلل تكنولوجي، ويشير إليهما منفصلين، فهو يعود إلى النص على ضرورة معالجتهما متجادلين في علاقتهما المتبادلة على مستوى تاريخي يفسر مشكلات السينما السائدة، ويستشرف أفق اتجاهات عربية معاصرة طامحة إلى سينما عربية جديدة. وبعد أن يفي صاحب البحث بحث العلاقة المتبادلة بين الإيديولوجيا والتكنولوجيا في السينما العربية، وبعد أن يحل هذه العلاقة محلها من السياق التاريخي العربي ذاته، فإنه يفرد قطعة من بحثه لتوصيف الوضع التقني الراهن للسينما العربية السائدة.ووجد صاحب الدراسة الرابعة “هاشم النحاس” الهوية القومية في السينما العربية: دراسة استطلاعية مستقبلية- نفسه إزاء زاوية المعالجة الرئيسية لهذا المشروع بجملته: الوحدة والتنوع. فالكيانات السياسية العربية متعددة في إطار الأمة العربية الواحدة، والمعطيات المحلية والإقليمية والوطنية في الإبداعات الثقافية قائمة في إطار الثقافة العربية الوحدة. والأمر الجوهري ها هنا ألا يعد المحلي نقيضاً للقومي، بل أن الأمر في الحقيقة هو أن الموروثات الثقافية الشعبية والمحلية عناصر غنى وثراء للثقافة الواحدة، بل أن هذه الموروثات الإقليمية –متفاعلة- هي المكونات للثقافة العربية الكلية. ويعي صاحب البحث هذا الأساس نظرياً، ويؤصله، ثم يمده إلى مجال السينما فينص على أن الفيلم المنتمي لأرضه المحلية، والذي يعالج مشكلات مجتمعه المحلي، يمكن بقدر ما يملك من صدق المعالجة أن يكون في الوقت نفسه قومياً، طالما أن مفهومنا عن القومية لا يعني إلغاء الفروق بين المحليات، وطالما أن الفيلم لا يجعل من نظرته المحلية نقيضاً للنظرة القومية أو بديلاً عنهافالحاجة ماسة إلى أفلام تتعمق بصدق واقعها المحلي لتعكس بالعمق نفسه الهوية القومية في تماثلها وفي تنوعها، ودون هذه الأفلام لا يمكن أن نأمل بدور أكبر للسينما في التعبير عن الهوية القومية وفي تدعيم هذه الهوية. وهنا يبدو هذا الأساس مكيناً لدى صاحب البحث عندما يأخذ على أفلام حرب التحرير الجزائرية وهن ارتباط النضال الجزائري –في هذه الأفلام-بالنضال العربي وحركة التحرير العربي عامة، وعندما يقرر المأخذ نفسه في تقويمه للأفلام المصرية التي دارت حول الحروب المصرية –الإسرائيلية، فهنا أيضاً بدت نضالات المصريين معزولة عن قاعدتها العربية الواسعة وواهنة الارتباط بحقائق حركة التحرير العربي. ووجد الباحث أن مبدأ الوحدة والتنوع –على النحو السالف- لا بد أن يقترن بمبدأ الأصالة والمعاصرة، بل لقد وجد أن الأمرين لا بد أن يكونا معيارين في تقويم الأفلام الني وقف عندها، ولقد كان المعياران في تقويمه ودرسه عادلين دقيقين بدرجة كبيرة.وإلى جانب هذه الدراسة تضمن هذا الكتاب أربع تعقيبات دارت حول الدراسات السابقة الذكر. وهدفها نقد ما جاء في هذه الدراسات من آراء وتطلعات في السينما العربية.لعل السينما، والتلفزيون اليوم، من أهم وسائل الاتصال بالجماهير وأخطرها. ووجه الأهمية يكون بسعة جمهور السينما بالنسبة إلى جمهور الكلمة المكتوبة مثلاً. ووجه الخطورة يكمن في أن السينما لا تتطلب من مشاهدها مستوى ثقافياً أو فكرياً معيناً -مثلما يتطلبه الكتاب من قارئه. ومن هنا يمكن أن تعتبر السينما أكثر وسائل الاتصال تأثيراً في جمهورها عن طريق الصورة والصوت والكلمة (المهموسة أحياناً) التي تجد طريقها إلى نفس المشاهد من دون جهد يبذله، بل من دون وعي خاص بأنه تلقاها وتأثر بها.والكتاب الحالي يحاول أن يستعرض ما كانت عليه السينما العربية خلال مسيرة تزيد على الستين عاماً، وبصورة خاصة تحسسها بمسؤولياتها تجاه مشاهديها، وتقديرها لقيمتها في رفع مستوى جمهورها فكرياً وجمالياً وتوجيهه في اتجاهات قومية ووطنية، بحيث تتظافر جهودها وجهود الكاتب المتوجه ذي الكلمة الصريحة النافذة. والبحوث التي يضمها هذا الكتاب تسعى، كل على طريقته، إلى استكشاف نجاح المسؤولين في عالم السينما العربية، وبصورة خاصة المنتجين والمخرجين، في تحسس مشاكل عالمهم العربي المعاصر، الاجتماعي وحتى السياسية منها، والمساهمة في العمل على نقل صور تلك المشاكل -بأسلوب جمالي وحضاري رفيع غير مبتذل- إلى جمهورها لزيادة وعيه وتوجيهه الوجهة الصحيحة لمعالجتها، سياسياً واجتماعياً، على مستوى قومي وطني صحيح.