كتاب الوهابيون تاريخ ما أهمله التاريخ لـ لويس دو كورانسي
عنوان الكتاب: الوهابيون تاريخ ما أهمله التاريخ
المؤلف: لويس دو كورانسي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: رياض الريس
الطبعة: الأولى 2003 م
عدد الصفحات: 206
حول الكتاب:
“لم يعرف الناس عن الوهابيين حتى بداية القرن التاسع عشر إلا ما كتبه المسيو نيبور، الذي أقام مدة قصيرة في نجد عندما كان محمد بن عبد الوهاب على رأس تلك الجماعة. ولفت عموم الأنظار إليهم استيلاؤهم على مكة. فأرسلنا إلى باريس في ذلك الحين مقالا موجزا لتاريخهم نشر في جريدة (( لومونيتور )) في 9 برومير من عام 13 الموافق 31 تشرين الأول 1804 ، ونقلته بعد ذلك جريدة (( فرانكفورت )) وغيرها من النشرات الدورية. وكان ذلك العرض التاريخي الموجز يتضمن ثلاثة فصول هي : أصل الوهابيين ، قصة الشيخ محمد – وابن سعود، الاستيلاء على مكة ووفاة عبد العزيز، وكذلك بعض التفاصيل عن حركة الوهابيين وعاداتهم.والمقال المذكور هو الوحيد الذي نشر في فرنسا وكان يحوي بعض التفاصيل عن تاريخ هؤلاء القوم لغاية 1809. وفي مجرى تلك السنة نشر علامة من أعضاء المجمع العلمي، اشتهر بتفوقه وبثقافته الواسعة، معلومات أرسلت له عن الوهابيين. ونحيل القارئ على الكتاب الذي نشرت فيه هذه المعلومات للتزود بالتفاصيل عن المؤلف وعن الاهتمام الذي أثاره كتابه في المحافل العلمية.ولدى قراءتنا للمعلومات وجدنا فيها بكثير من السرور كل ما ورد في جريدة (( لومونيتور)). ولم تكن الوقائع هي نفسها في المقالين فحسب، بل وجدنا كذلك نفس العبارات والجمل والتبويب. وكان التشابه واضحا لدرجة أن أحد أعضاء المجمع العلمي المعروف بأبحاثه الجغرافية القديمة والحديثة والذي هو موضع احترام جميع الرحالة لما يلاقونه لديه من ترحاب ومساعدة، لم يشك في أن المعلومات المذكورة هي نفس محتويات الموجز التاريخي، الذي نشر في (( لومونيتور )) سابقا. ولا شكوى لنا إطلاقا على هذا التشابه، إنما نذكره لأننا نعتقد باحتوائه أفضل برهان على صحة التفاصيل التي جمعناها في ذلك الوقت، عن أصل الوهابيين وأول انتصاراتهم.والمعلومات التي نشرت في عام 1809، مثلها مثل الموجز التاريخي المنشور في (( لومونيتور ))، تحكي قصة الوهابيين منذ بدايتها حتى وفاة عبد العزيز. وهذه الحقبة من تاريخهم هي موضوع الفصول الخمسة الأولى من كتابنا هذا. على أننا أضفنا إلى هذه الفصول تفاصيل عديدة عن أطباع الوهابيين وحركتهم ومقارنة هذه الحركة مع الديانة التي يدعون إلى إصلاحها. كما اعتقدنا أنه من الضروري بيان الأسباب الأساسية للتذمر المنتشر في جميع مقاطعات آسيا الصغرى الخاضعة لحكم العثمانيين، هذا التذمر الذي كان له الأثر المباشر في نجاح الدعوة الوهابية. وأعطينا أخيرا زيادة في التفاصيل لدى سرد الوقائع وخاصة ما يتعلق بحملة علي كيخيا.أما بعد الفصل الخامس فقد جمعنا كافة الوقائع اللاحقة لوفاة عبد العزيز لأن أهمية تاريخ الوهابيين ازدادت منذ ذلك الحين. ففي السنين التي تلت وفاة عبد العزيز ، أصبح هؤلاء أسياد مكة أخيرا، بعد أن كانت سيطرتهم عليها غير ثابتة، ثم استولوا بالتالي على المدينة وعلى جدة وعلى الجزيرة العربية بأكملها تقريبا. وفي تلك السنين حاولوا عدة محاولات غير موفقة ضد مصر وسورية وباشوية بغداد ، وعرقلوا مسيرة قافلة الحجاج إلى أن أوقفوها نهائيا. ثم كان لهم في الجنوب سيطرة كبيرة على إمام مسقط، أضعفتها الثورات الأخيرة. وهذه النتائج كلها حددت أبعاد وجودهم ، وكانت تفاصيلها مجهولة حتى الآن.وقد اقتصرت روايتنا على سرد موجز للحوادث المعروفة، أما التعليقات والمعلومات الإضافية فقد جعلنا لها ملاحظات خاصة ألحقناها بنهاية الكتاب.لم تكن غايتنا البحث لاكتشاف مصادر الوهابية في العصور الماضية. وقد قيل إنهم يتحدرون من القرامطة، الذين كانوا منذ حوالي ألف عام يسيطرون على مقاطعة البحرين، والذين ثاروا على سلطة الخليفة الشرعية، ونهبوا الكعبة . ومن هذا الأصل انحدر أيضا الحشاشون وغيرهم . ولكن هؤلاء جميعا شوهوا ديانة محمد ، بينما كان الوهابيون على نقيضهم إذ أعادوا الديانة إلى بساطتها الأولى. وهذا ما يجعلنا نشك في صحة نسبتهم إلى الأصل المذكور.“