كتاب بحث في نظام الكون – استكشاف للطبيعة البشرية ورؤيتنا للعالم ومكاننا فيه لـ جورج جونسون
عنوان الكتاب: بحث في نظام الكون – استكشاف للطبيعة البشرية ورؤيتنا للعالم ومكاننا فيه
المؤلف: جورج جونسون
المترجم / المحقق: أحمد رمُو
الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب – وزارة الثقافة
الطبعة: غير موجودة
عدد الصفحات: 253
حول الكتاب:
“أظن أن هذا الكتاب غير عادي لأنه يتبنى موقفا لاأدريا – بين حدود العلم كاكتشاف والعلم كإنشاء. وفي النهاية، لا نجد طريقة لمعرفة ما إذا كان العلم يتركز على حقيقة واحدة، أي، على الحالة التي يكون عليها الكون في الواقع، أو أنه، ببساطة ينشئ تراكيب اصطناعية، أدوات تتيح لنا أن نتنبأ، إلى حد ما ، وأن نفسر وننظم. حومت هذه المعضلة في مؤخرة عقلي عندما اكتشفت لحاف الثقافات المرقع في نيومكسيكو، الذي يؤيد الناس ضد حافة المعرفة، وضد ما يحتمل أن يعرف.سنجد التوتر بين التاريخ والعلم، المصادفة والقانون الطبيعي الأزلي، في كل مكان من صفحات هذا الكتاب. تقليديا، كان علم الأحياء يعتبر علما تاريخيا، بينما كان علم الطبيعة يعتبر بمثابة بحث عن الثوابت. فعلماء الطبيعة يبحثون عما هو مستمر في كل مكان من الكون. أما علماء الأحياء فيفترض أن يكتفوا بشق طريقهم عبر تزايد الآليات المركبة على الآليات التي صدف وطرحها التطور على الأرض – لن نستطيع، مع اختلاف دور لعبة النرد الداروينية – إدراك ذلك. وواحد من مباحث هذا الكتاب هي الضبابية التي تكتنف التمييز بين علم الطبيعة وعلم الأحياء. وسنرى علماء الأحياء يبحثون عن الحقائق الأزلية ومبادئ التعقيد – قوانين المتعضي التي قد تنعكس في كل المخلوقات، الأليفة أو الموجودة خارج نطاق الأرض، وحتى في المتعضيات المتبدلة كالمجتمعات والاقتصاديات. وبعكسهم، سنرى علماء الطبيعة الذين يبحثون عن علامات المصادفة في الطريقة التي اتفق للكون أن تبلَّر بها منذ الانفجار الكبير. وربما كانت الجسيمات والقوى التي نلاحظها والقوانين التي تعمل بموجبها ” حوادث مجمدة ” كالبنى البيولوجية تماما. فإذا صح ذلك ، فإننا لا نحتاج إلى نيوترينوات neutrinosأكثر مما نحمله من خضاب الدم، ولا أكثر من اثني عشر ضلعا وثلاثين فقرة لكي نتمتع بقوى أربع ضرورية.ولتغطية موضوع البحث بين هذين الغلافين، أعتزم القيام بجولة في بعض تخوم العلم الذي تم اكتشافه في القرن العشرين في مختبرات نيومكسيكو الشمالية. وبعد مسح سريع وشامل للحقل الطبيعي والفكري، سأقدم، في القسم الأول، عرضا عاما لفيزياء الجسيمات وعلم الفلك، وعلم الجزيئات الصغيرة جدا وعلم الجزيئات الكبيرة جدا. وعن طريق مراجعة تاريخ هذين الفرعين بطريقة مختلفة – دراستهما باعتبارهما صرحين فنيين أكثر منهما حفرتين لحقيقة موجودة مسبقا – فإن هذه الفصول ستمهد السبيل للجزأين الثاني والثالث، اللذين يصفان ما استوقفني باعتباره أكثر المشاريع إشاعة للبهجة في معهد لوس آلاموس وسنتافي . وسنصف في القسم الثاني محاولة لإعادة صياغة علم الطبيعة وعلم الفلك، العودة إلى تسلق شجرة المعرفة ( أو إلى أصل واحد من فروعها، على الأقل ) واختيار غصن مختلف إلى حد ما، في المفهوم غير المادي للمعلومات مسلم به، كما يبدو، بوصفه كمية أساسية، محسوسة وحقيقية، كمادة وطاقة. إن واحدا من أهداف هذه الطريقة المتبادلة لتجزئة العالم هو تحسين فهمنا حول كيف تنشأ الثقة بعالمنا المادي من عشوائية نظرية الكم، وكيف يوجد عالم لا يشعر مخلوقات مثلنا، تقتات بشراهة من المعلومات. وفي الجزء الثالث، سننظم المعلومات لتوضيح سر آخر : كيف يمكن لشيء ما معقد ومكتف بذاته كالحياة أن ينبثق من الاهتياج العشوائي الكبير للبحار البدائية. وعندما بدأت هذه العدوى الأرضية ( يطلق عليها توماس مان اسم ” حمى المادة ” )، كيف ازدادت تعقيدا إلى درجة يمكن للمرء معها أن يتأمل مليا بداياتها ؟ وهل تكفي عشوائية الاختلاف والانتقاء في التطور الدارويني لتفسير هذه الظاهرة؟ أم أن هناك مصدرا أعمق للنظام؟“