|

كتاب بحوث حول العلاقات بين الشرق الفينيقي وقرطاجة لـ أحمد الفرجاوي

 
ac99b 725
كتاب بحوث حول العلاقات بين الشرق الفينيقي وقرطاجة

عنوان الكتاب: بحوث حول العلاقات بين الشرق الفينيقي وقرطاجة 

 

المؤلف: أحمد الفرجاوي 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: المعهد الوطني للتراث والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون 


الطبعة: تونس 1993 م


عدد الصفحات: 247


 

حول الكتاب

وقد لمست فيه حرص مؤلفه على الدقة في البحث والمعاينة والتعمق في مختلف الجوانب المعنية معتمدا نصوصا قديمة جمع شتاتها ولقى أثرية عديدة متنوعة ونقائش فينيقية بونية مرصودة كانت في ديوان النقائش السامية أو مبعثرة في الصحف والمجلات المختصة. مما يثبت مدى سيطرته على المصادر وإن اختلفت اغراضها وتباعدت ازمانها وتباينت ألسنتها فهذه يونانية او لاتينية وتلك عبرية أو فينيقية. ولم يتردد الكاتب من استنطاق نقائش سامية أخرى كالأرامية والتدمورية سعيا وراء بلوغ الهدف المتمثل في المقارنة بين قرطاجة والمدن الفينيقية الشرقية كصور وصيدا وجبيل.
 ولم يكتف المؤلف بالمصادر والأصول بل اطلع على جل ما كتب حول الفينيقيين وقرطاجة من أحداث تاريخية وثقافة مادية ولغة وديانة فضلا عن بعض القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
 ويعد الدرس والمقارنة بين الواقع الفينيقي في الشرق والواقع القرطاجي في غربي البحر المتوسط أثبت المؤلف متانة المؤلف متانة الصلة الرابطة بينهما دون أن يكون في ذلك عائق أمام التطور والتأقلم، فلم تخل قرطاجة من الخصوصية والطرافة فهي وإن كانت من تأسيس الفينيقيين الواردين من صور تأقلمت بل قل ”تأفرقت” فكانت فسيلة مشرقية تغذت جذورها من رحيق تربة مغربية افريقية فضلا عن احتكاكها بمعيش البحر المتوسط.
 عمل خطير وعسير ولا يخلو من الطرافة هو الآخر ولصاحبه قصب السبق في إنجازه. ذلك أن الكتب والدراسات التي تناولت تاريخ قرطاجة وحضارتها او تاريخ المدن الفينيقية لم تتناولها من هذه الزاوية ثم لم تسخر كل الفوانيس التي سخرها أحمد الفرجاوي وسيطر عليها. ومعلوم أن الكتاب الذي بين أيدينا كان موضوع أطروحة ناقشها ونال بها المؤلف شهادة الدكتورا بامتياز ولما كانت الأطروحة باللغة الفرنسية أبي صاحبها إلا أن يثري بها المكتبة العربية تعميما للفائدة واسهاما في ترويض الطلبة والدراسين على اقتحام مثل هذه الأبحاث فإلى جانب المجهود العلمي أقبل المؤلف على نقل ما كتبه بالفرنسية إلى لغة الضاد. لقد اجتهد وقدم محاولاته سعيا وراء توفير مادة تاريخية أثرية في لغة سعي أن تكون يسيرة مؤدبة. ذلك هو الرهان بل إنها تجربة جريئة قام بها المؤلف ليهدي نتائجها للقراء. ولم تخل التجربة من العقبات المزالق حاول المؤلف جهده ليتخطاها ويتحداها كالتي تتمثل في المصطلحات وتعريب الأعلام الأعجمية قديمة كانت أو معاصرة.
 فلا شك أن في هذا الكتاب فوائد شتى لكل الذين يعملون في حقول الحضارة الفينيية البونية ولكل من يهتم بشؤون قرطاجة وحضارتها مختصون هم أو من ذوي الفضول. فلا يسعني إلا أنوه بهذه التجربة وأرجو أن تليها تجارب أخرى في مختلف ميادين التاريخ القديم والآثار كما يسعدني أن أهنئ أحمد الفرجاوي بهذا العمل الجيد المجدي الذي يعتبر إضافة متميزة لمعرفة قرطاجة وحضارتها.
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *