كتاب تأثير الخلافات الأمريكية – الأوروبية على قضايا الأمة العربية : حقبة مابعد نهاية الحرب الباردةالمؤلف : ناظم عبد الواحد الجاسور اللغة : العربية دار النشر : مركز دراسات الوحدة العربية سنة النشر : 2007 عدد الصفحات : 527 نوع الملف : PDF |
وصف الكتاب
إن تحليل العلاقات الأوروبية-الأمريكية في إطار محيطها الإقليمي “الأطلسي” الدولي وتأثيرها في القضايا العربية، لابد وأن ينطلق أولاً من الوقوف على المرجعية الفكرية والسياسية التي صيغت في ضوئها هذه العلاقة، متأثرة بالبيئة الإقليمية وتحالفاتها ومحاورها، وأبعادها الدولية حيث الرؤى المختلفة، والعوامل التي تتحكم بهذه الرؤى وتفاعلاتها، علاوة على أن أن ذلك المسعى يرشد الباحث الى الوقوف على الكيفية التي نسجت فيها العلاقات الأمريكية-الأوروبية في إطار “التحالف الغربي”. ومن خلال هذه العلاقات عبر مسارها التاريخي وعند المنطق الحاسم في حقبة ما بعد الحرب الباردة وما قبلها أيضاً، بالإمكان تحديد القواسم المشتركة، ومن تأثير التمايزات أو التنافرات في السياسة والمنهج التي بدأت تطفو على سطح الأحداث والأزمات التي شهدها عقد التسعينيات والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، وهي كلها قد ساهمت في تعميق فجوات التباعد.
وإذا كان التحليل المقارن ما بين سياستين في إطار علاقات متمايزة ومتنافرة، فإن ذلك يسهل على الباحث معرفة موقف هذا الطرف أو ذاك مع القضايا العربية أو بالضد منها وفق الخلفية السياسية والفكرية، ويطرح رؤى جديدة لعالم “جديد” يعاد تشكيله بعد عقود من الثنائية القطبية التي كانت شاخصة في محيط العلاقات الدولية. من هنا فإن المستويات التي بلغتها العلاقات الأوروبية-الأمريكية في فترات الحرب الباردة لم تمنع من أن يتبنى الأوروبيون سياسة خارجية متميزة و”متعارضة” مع ما تقرره السياسة الأمريكية وحتى الأطراف التي هي أشد عداوة مع واشنطن في فترة من الفترات، وبخاصة مع بكين وموسكو. وإذا كان في أصل العلاقة الأوروبية مع أمريكا أن تكون علاقة “تبعية” مشروطة بما قرره مشروع مارشال والتحالف الأطلسي، ولا سيما بعد أن خطت خطوات متقدمة في مسيرة اندماجها الإقتصادي، وعبّرت في غير مناسبة عن سياسة مستقلة، فقد كان لها حدودها وتأثيرها الذي لا يتجاوز القطيعة النهائية مع السياسة الأمريكية.
إذاً، هل هناك حدود لهذه “الإستقلالية” الأوروبية؟ ما هي العوامل والمحددات التي لجمت صانع القرار السياسي الأوروبي من أن يذهب الى حدّ النقض “الفيتو” على ما تقرره واشنطن في إطار استراتيجيتها الكونية الشاملة؟ كيف وظّفت أوروبا “المجموعة الإقتصادية” نظام القطبية الثنائية في ترسيخ قوتها الإقتصادية والسير بخطوات في طريق اندماجها؟ وكيف كان تأثير هذا النظام “ثنائي القطبية” في بناء المجموعة واتساعها؟ والى أي حد كان انتهاء الحرب الباردة مؤثراً “سلباً” أو “إيجاباً” في مسيرة المجموعة؟ هل استطاعت أوروبا في غضون تلك السنوات أن تصوغ سياسة “عربية” متميزة ومتنافرة من الولايات المتحدة؟ هل استطاع العرب الإستفادة من دروس الحرب الباردة لكي يجدوا مستقبلهم السياسي في ضوء السياسات الدولية؟ وإلى أي حدّ يمكن المراهنة من قبل الأمة العربية على السياسة الأوروبية من أجل فك قيود دائرة الإرتهان العربي للسياسة الأمريكية؟.
هذه الأسئلة وغيرها تعدّ من الإشكاليات البحثية التي تثار في إطار هذه الدراسة التي تتناول العلاقة الأوروبية-الأمريكية وتأثيرها في البيئات الإقليمية المجاورة، وخصوصاً البيئة العربية التي أرست مع أوروبا سياسة جديدة قائمة على “الشراكة المتوسطية” بدلاً من الشرق-الأوسطية ومتعارضة مع الشراكة الأمريكية-المغاربية التي انطلقت في صيف عام 1998 بوصفها سياسة أو صيغة جديدة أمريكية للحدّ من الإندفاعة الأوروبية. وهذه الدراسة بقدر ما تبدو مقارنة لموقفين أو رؤيتين للوضع الدولي وتفاعلاته على الوضع العربي؛ إلا أنها دراسة تحليلية لأنماط هذه التفاعلات عبر مرحلتين: الحرب الباردة وما بعد حقبة الحرب الباردة، ومن ثم رسم صورة ملامح هذه العلاقة المستقبلية في ضوء السياسات الراهنة، وخصوصاً ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وموقع العرب ودورهم في تفاعلات هذه العلاقات “التنافسية” و”التعاونية” في الوقت نفسه.
نبذة الناشر:
التحولات الكبيرة التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، تشكل حقلاً واسعاً للبحث في الخلفيات الفكرية والسياسية وراء العلاقات الأوروبية-الأمريكية، وفي الأهداف البعيدة المدى التي يتطلع إليها كل من الأمريكيين والأوروبيين. وهذا ما اجتهد المؤلف الدكتور ناظم عبد الواحد الجاسور في تسليط الضوء عليه، والكشف عن كوامنه، بل عن تناقضاته في أحيان كثيرة، من خلال تحليل السياسات الخارجية لكل أطراف هذه العلاقات “في إطار محيطها الإقليمي- الأطلسي- الدولي وتأثيرها في القضايا العربية”.
وما تجدر الإشارة إليه أخيراً، هو أن منهجية هذا الكتاب توازن بين التحليل النظري والبرهان العملي لتقدم إلى القارئ صورة وافية عن خصائص الأحداث التي برزت في إطار العلاقات الأميركية- الأوروبية خلال عقد التسعينيات من القرن الماضين والسنوات الأولى من القرن الحالي.
وإذا كان التحليل المقارن ما بين سياستين في إطار علاقات متمايزة ومتنافرة، فإن ذلك يسهل على الباحث معرفة موقف هذا الطرف أو ذاك مع القضايا العربية أو بالضد منها وفق الخلفية السياسية والفكرية، ويطرح رؤى جديدة لعالم “جديد” يعاد تشكيله بعد عقود من الثنائية القطبية التي كانت شاخصة في محيط العلاقات الدولية. من هنا فإن المستويات التي بلغتها العلاقات الأوروبية-الأمريكية في فترات الحرب الباردة لم تمنع من أن يتبنى الأوروبيون سياسة خارجية متميزة و”متعارضة” مع ما تقرره السياسة الأمريكية وحتى الأطراف التي هي أشد عداوة مع واشنطن في فترة من الفترات، وبخاصة مع بكين وموسكو. وإذا كان في أصل العلاقة الأوروبية مع أمريكا أن تكون علاقة “تبعية” مشروطة بما قرره مشروع مارشال والتحالف الأطلسي، ولا سيما بعد أن خطت خطوات متقدمة في مسيرة اندماجها الإقتصادي، وعبّرت في غير مناسبة عن سياسة مستقلة، فقد كان لها حدودها وتأثيرها الذي لا يتجاوز القطيعة النهائية مع السياسة الأمريكية.
إذاً، هل هناك حدود لهذه “الإستقلالية” الأوروبية؟ ما هي العوامل والمحددات التي لجمت صانع القرار السياسي الأوروبي من أن يذهب الى حدّ النقض “الفيتو” على ما تقرره واشنطن في إطار استراتيجيتها الكونية الشاملة؟ كيف وظّفت أوروبا “المجموعة الإقتصادية” نظام القطبية الثنائية في ترسيخ قوتها الإقتصادية والسير بخطوات في طريق اندماجها؟ وكيف كان تأثير هذا النظام “ثنائي القطبية” في بناء المجموعة واتساعها؟ والى أي حد كان انتهاء الحرب الباردة مؤثراً “سلباً” أو “إيجاباً” في مسيرة المجموعة؟ هل استطاعت أوروبا في غضون تلك السنوات أن تصوغ سياسة “عربية” متميزة ومتنافرة من الولايات المتحدة؟ هل استطاع العرب الإستفادة من دروس الحرب الباردة لكي يجدوا مستقبلهم السياسي في ضوء السياسات الدولية؟ وإلى أي حدّ يمكن المراهنة من قبل الأمة العربية على السياسة الأوروبية من أجل فك قيود دائرة الإرتهان العربي للسياسة الأمريكية؟.
هذه الأسئلة وغيرها تعدّ من الإشكاليات البحثية التي تثار في إطار هذه الدراسة التي تتناول العلاقة الأوروبية-الأمريكية وتأثيرها في البيئات الإقليمية المجاورة، وخصوصاً البيئة العربية التي أرست مع أوروبا سياسة جديدة قائمة على “الشراكة المتوسطية” بدلاً من الشرق-الأوسطية ومتعارضة مع الشراكة الأمريكية-المغاربية التي انطلقت في صيف عام 1998 بوصفها سياسة أو صيغة جديدة أمريكية للحدّ من الإندفاعة الأوروبية. وهذه الدراسة بقدر ما تبدو مقارنة لموقفين أو رؤيتين للوضع الدولي وتفاعلاته على الوضع العربي؛ إلا أنها دراسة تحليلية لأنماط هذه التفاعلات عبر مرحلتين: الحرب الباردة وما بعد حقبة الحرب الباردة، ومن ثم رسم صورة ملامح هذه العلاقة المستقبلية في ضوء السياسات الراهنة، وخصوصاً ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وموقع العرب ودورهم في تفاعلات هذه العلاقات “التنافسية” و”التعاونية” في الوقت نفسه.
نبذة الناشر:
التحولات الكبيرة التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، تشكل حقلاً واسعاً للبحث في الخلفيات الفكرية والسياسية وراء العلاقات الأوروبية-الأمريكية، وفي الأهداف البعيدة المدى التي يتطلع إليها كل من الأمريكيين والأوروبيين. وهذا ما اجتهد المؤلف الدكتور ناظم عبد الواحد الجاسور في تسليط الضوء عليه، والكشف عن كوامنه، بل عن تناقضاته في أحيان كثيرة، من خلال تحليل السياسات الخارجية لكل أطراف هذه العلاقات “في إطار محيطها الإقليمي- الأطلسي- الدولي وتأثيرها في القضايا العربية”.
وما تجدر الإشارة إليه أخيراً، هو أن منهجية هذا الكتاب توازن بين التحليل النظري والبرهان العملي لتقدم إلى القارئ صورة وافية عن خصائص الأحداث التي برزت في إطار العلاقات الأميركية- الأوروبية خلال عقد التسعينيات من القرن الماضين والسنوات الأولى من القرن الحالي.