عنوان الكتاب: تاريخ العرب في الإسلام
المؤلف: د.جواد علي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار الحداثة
الطبعة: غير موجودة
عدد الصفحات: 218
حول الكتاب:
“هذا كتاب في تأريخ العرب في الإسلام، جعلته صلة وتكملة لكتابي : تأريخ العرب قبل الإسلام. وهو مثله في أجزاء، سيتوقف عددها على الزمان الذي ستقف ضربات قلبي عنده، وعلى البحوث التي سأتطرق اليها.وقد جعلته – كما جعلت الأجزاء السابق المطبوعة – وسطا بين الاطناب والايجاز، وبين التفصيل والاختصار. خاليا من الهوى والغرض. لم أكتبه جبرا لخاطر، ولا إرضاء لأحد. وكل ما اردته من كتابته ان يكون رأيا من الآراء، وصوتا من الأصوات ولحنا من الألحان التي نسمعها عن تاريخ العرب والإسلام.وقد حرصت في هذا الكتاب كذلك، على الا أهتم إلا بالنواحي التي كان لها شأن وخطر في تأريخ العرب والإسلام، أما الأمور الثانوية والحوادث التي لم يكن لها شأن خطير في تغيير مجاري الحياة، فلن أتعرض لها إلا بقدر ما كان لها من صلة بحياة الناس في ذلك العهد.وقد اضطررت في هذه المرة كما اضطررت في الماضي الى ترك فهارس الأعلام الى الجزء الأخير من الكتاب. أما الموارد التي اعتمدت عليها ، واستقيت علمي منها، فسأذكرها تامة كاملة عند ورودها للمرة الأولى، ثم أشير إليها رمزا واختصارا ان تكرر ورودها، حرصا مني على وقت القارئ من الضياع، وعلى مساحة الكتاب من الاتساع من غير داع ولا سبب مبرر.ولما كان كتابي هذا كما قلت وذكرت تكملة لكتابي : تأريخ العرب قبل الإسلام، واستمرار له . لذلك لم أجد في هذا الجزء أي مكان مناسب للبحث في الحياة السياسية أو الدينية أو الاقتصادية أو غير ذلك من نواحي الحياة في الجاهلية القريبة من الإسلام بحثا مفصلا مسترسلا، فالاسترسال في هذا البحث وفي هذا الموضع معناه إعادة لما كتبته في تلك الأجزاء وتكرار لكلام سابق واضاعة لوقت غال ثمين. ولهذا فسوف لا أتطرق في هذا الجزء إلى أمور الجاهلية إلا بقدر ما للجاهلية من صلة بالإسلام. وبقدر ما لها من علاقة بعصر النبوة وبأيام الرسول.لذا فسأدخل في موضوع عصر النبوة رأسا، دون مقدمة ولا تمهيد. أما من يريد الوقوف على الجاهلية، وعلى أحوال الجاهليين، قبيل الإسلام وعند ظهوره، فعليه مقدما بمراجعة تلك الأجزاء.وبعد، فأنا في كتابي هذا، لست بداعية ولا بمبشر بدين من الأديان، ولا اعتقد ان باليهودية أو النصرانية أو الإسلام حاجة إلى رأيي أو مساعدتي وتأييدي. فالأديان كلها من منبع واحد، وهي متمم بعضها بعضا، مكملة لما قبلها من نبوات ورسالات. والإسلام لا يضيره ولا يثيره قول من يقول إنه مأخوذ عن يهودية أو عن نصرانية أو عن أية ديانة أخرى. إنه يرى أنه رسالة من رب العالمين إلى الناس أجمعين، وان اليهودية ديانة سماوية وان النصرانية ديانة سماوية كذلك، وان الإسلام ديانة سماوية أيضا جاءت متممة للديانتين المذكورتين وللأديان الأخرى مكملة لها، وإنها وحي من الله.وما دامت هذه الأديان ديانات من الله رب العالمين، ومن منبع واحد، فلا بد ان يكون في هذه الأديان ما تقتضيه طبيعة الوحي والإلهام من ذلك المصدر الذي ألهم هذه الأديان.وأنا في هذا الكتاب لا أريد أن أسفه رأيا، أو أن أويد رأيا وأتعصب له. فنحن في زمن صارت هذه الطرق من البحث فيه عتيقة بالية، لا تفيد أصحابها شيئا إن لم تسئ إليهم. وسبيلي كما قلت ان اذكر الآراء، وأن أوضح ما بلغه اجتهادي من غير نعصب أو تحيز. وآفة العلم الهوى والانحياز.“