كتاب تاريخ الفلسفة اليونانية لـ ولتر ستيس

يحتوث هذا الكتاب علي ما تضمنته سلسلة من المحاضرات العامة التي ألقيت خلال الثلاثة أشهر الأولي من عام 1919 بل يكاد الكتاب في معظمه ان يكون بنفس كلمات تلك المحاضرات.ولقد تم حذف التقسيم الأصلي للمحاضرات وأعيد تقسيم مادتها إلي فصول علي نحو اكثر اقناعاً.

ولقد كان الجمهور الذي وجهت اليه المحاضرات يتألف من الجمهرة العامة و لم يكن قاصراً علي الطلاب و كان معظمهم بلا معرفة سابقة بالفلسفة.ومن هنا فأن هذا الكتاب شأنه شأن المحاضرات الأصلية، لا يفترض القاريء أية معرفة خاصة سابقة وأن كان يفترض بالطبع شيئاً من التعليم العام لدي القاريء.ولقد جري شرح المصطلحات الفلسفية بعناية عندما ترد لأول مرة، وبذل جهد خاص لطرح الأفكار الفلسفية بأوضح الطرق الممكنة،وهناك هدفان في هذا الكتاب ربما يقتضيان منا شرحاً..

اولاً: اعتمدت في تناول الفلسفة السياسية عند أفلاطون علي محاورة الجمهورية ولم أقل شيئاً عن النواميس، وهذا غير مسموح به في تاريخ للنظريات السياسية وكذلك في تاريخ للفلسفة يولي عناية للنغمة خاصة السياسة. ولكن من وجهة نظري تقع الفلسفة السياسية علي الهامش الأقصي للفلسفة حتي أن تناولا هزيلاً لهذا الموضوع يكون مسموحاً به زيادة عن ذلك فإن الجمهورية سواء كتبت مبكراً أم متأخراً تعبر في رأيي عن اراء أفلاطون لا اراء سُقراط و تظل التعبير البارز النمطي المُميز للمثال السياسي الأفلاطوني مهما اقتضي هذا المثال فيما بعد إلي تعديل من النواحي العملية.

ثانياً: انني لم اذكر الرأي الذي يأخذ به الان البعض القائل بأن نظرية المثل هي حقاً من انتاج سُقراط لا أفلاطون و أن فلسفة أفلاطون واردة في نظرية الأعداد الملغزة الممتزجة بالمذاهب..