كتاب تاريخ المغرب أو التأويلات الممكنة لـ علي صدقي أزايكو

المؤلف: علي صدقي أزايكو 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: مركز طارق بن زياد


الطبعة: الأولى 2002 م


عدد الصفحات: 396


حجم الكتاب : 23.2 ميغا

حول الكتاب

لقد أطلقت على الجزء الشمالي من القارة الإفريقية أسماء مختلفة واكبت كل مراحل تاريخه الطويل في أهم لحظاته البارزة. هذه اللحظات التي لم نتعرف على القديم منها إلا من خلال إشارات، قلما تكون بناءة وكافية، وردت في مصادر الشعوب التي دخلت في علاقة تاريخية مع سكان المنطقة. هذه الشعوب، كما هو معلوم، شعوب متوسطية معروفة تاريخيا: المصريون القدامى والإغريقيون والفينيقيون والرومان…. فقد سماها اليونان ليبيا Libye، وميزوها عن الصحراء اعتمادا على لون بشرة ساكنيها، لأن سكانها كانوا من البيض، وسكان الصحراء من الإثيوبيين السود Ethioiens noirs.

 ويبدو أن هذا الإسم مأخوذ من اسم المجموعات البشرية التي كانت تسكن ما بين خليج سيرت Syrtes ونهر النيل، أي اللوبيون Les Lebou. واطلقوا فيما بعد اسم ((الليبيين)) على مجموع السكان الأصليين لإفريقيا الشمالية، وتبعهم في ذلك القرطاجيون والعبريون.

 أما الرومان فقد اطلقوا في البداية اسم أفريكا Africa على القسم الشمالي الشرقي من تونس الحالية، وعمموه فيما بعد ليصبح اسما للقارة كلها، وقد اختاروا كلمة ((مور)) Maures التي كانت مخصصة لتمييز سكان شمال المغرب الحالي، وأطلقوه اسما لكل من يقطن شمال افريقيا من الأمازيغ.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من الأسماء فرضتها التقسيمات الإدارية في عهد الرومان، مثل: موريتانيا الطنجية Maurétaure Tingitanc (المغرب الواقع غرب نهر ملوية)، موريتانيا القصرية Maurétanie Césarienne (شرق ملوية إلى نهر الشلف تقريبا)، نوميديا Numidie (من الشلف إلى الحدود الغربية لتونس الحالية على وجه التقريب)، ثم افريقيا البروقنصلية Afrique Pro-Consulaire.

ابتداء من القرون الوسطى أطلق الأوروبيون على المنطقة أسماء أخرى مثل: الدول البربرية Etats Barberesques، و ((بارباريا)) Barbarie، وإفريقيا الصغرى Afrique mineure ، وبلاد الأطلس Pays de L’Atlas، وافريقيا الشمالية الفرنسية أو افريقيا الشمالية.