كتاب تاريخ النظرية الأنثروبولوجية لـ توماس هايلاند إيركسون وفين سيفرت نيلسون
تاريخ النظرية الأنثروبولوجية |
عنوان الكتاب: تاريخ النظرية الأنثروبولوجية
المؤلف: توماس هايلاند إيركسون وفين سيفرت نيلسون
المترجم : د. لاهاي عبد الحسين
الناشر: منشورات ضفاف ، منشورات الإختلاف ، دار أوما
الطبعة: الأولى 1434 هـ / 2015 م
عدد الصفحات: 263
حجم الكتاب : 9.82 ميغا
حول الكتاب
هذا كتابٌ طموح، ليس على سبيل الأدعاء. إنّه طموح لأنّه يحاول- ضمن حيز الصفحات القليلة نسبيًّا- أن يوضح التاريخ المتنوع لعلم الأنثروبولوجيا. وقد ارتبطت أسبقياتنا وحذوفاتنا وتأويلاتنا بالمناقشة والتفنيد؛ حيث إنّه لا وجود لتاريخ منفرد ذي حجة لأي شيء، وأقلها حقلاً باسطًا ذراعيه، حقل ديناميكيّ وموضع خلاف مثل حقل الأنثروبولوجيا. ومع ذلك، فالكتاب لا يزال بسيطًا؛ حيث إنّ هدفنا في كل العمل أن نقدم عملاً متزنًا ومتوازنًا للنمو التاريخي للأنثروبولوجيا كفرعٍ من فروع المعرفة الإنسانية، وليس تقديم إعادة تأويل جذرية له.ثمّة أدبيات علمية متنامية عن تاريخ الأنثروبولوجيا، والتي لا يحاول هذا الكتاب المنهجي أنْ يتنافس معها. وعلى الرغم من ذلك، لا نعرف عن كتاب بمثل هذا المدى كما في هذا الكتاب على نحو مضبوط؛ إذ غالبًا ما تكون الأدبيات العلمية تفصيلية، والكتب القائمة عن التاريخ الأنثروبولوجي إما نظرية التوجه في الأكثر، أو ملتزمة بواحدة أو القليل من التقاليد المهنية. ورغم أنّنا قد لا ننجح دائمًا، فقد ناضلنا لإعطاء انطباع عن التطورات الموازية والمتقاربة والمتداخلة للتقاليد الرئيسة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.والكتاب منظم زمنيًّا بدءًا بـ‘أوليات الأنثروبولوجيا’ من اليونان العتيقة إلى عصر التنوير، ويستمر مع ابتكار الأنثروبولوجيا الأكاديمية، وتنامي علم الاجتماع الكلاسيكي خلال القرن التاسع عشر. يركز الفصل الثالث على أربعة رجال ممن يعتبرون- بالإجماع العام- الآباء المؤسسين لأنثروبولوجيا القرن العشرين، بينما يشير الفصل الرابع إلى كيف أنّ عملهم استمر وتنوع من قبل الطلبة. ويتعامل كلا الفصلين الخامس والسادس مع نفس الفترة، من حوالي 1946 إلى حوالي 1968، ولكنّهما يركزان على التيارات المختلفة؛ حيث يناقش الفصل الخامس الجدالات النظرية المحيطة بمفاهيم المجتمع والإدماج الاجتماعي، بينما يغطي الفصل السادس مفاهيم الثقافة والمعنى الرمزي. وفي الفصل السابع، عرضت الاضطرابات الثقافية والسياسية للستينيات والسبعينيات، مع التشديد على الدوافع المنبثقة من الحركة الماركسية والحركة النسوية. ويتعامل الفصل الثامن مع الثمانينيات، مركزًا على حركة ما بعد الحداثة، وقريبتها: حركة ما بعد الاستعمار، وهما تياران نقديان اثنان، تحديا بصورة جدية الثقة الذاتية لميدان العلم، فيما يعرض الفصل التاسع والأخير للقليل من تيارات ما بعد الحداثة الرئيسية التي ظهرت في التسعينيات.لا نعتبر تاريخ الأنثروبولوجيا حكاية للتطور المتصاعد الخطي، فقد استحوذت بعض ‘الجدالات الحديثة’، على سبيل المثال، على اهتمام العلماء منذ عصر التنوير وحتى قبل ذلك. ولكننا نعتقد- في الوقت نفسه- أنّه كان هناك نمو متصاعد ومتراكم في المعرفة والفهم ضمن ميدان العلم، وليس في أقلّها ما يتعلق بالطريقة المنهجية. زد على ذلك أنه كما يستجيب علم الأنثروبولوجيا إلى التغيرات في العالم الخارجي، فإنّ تركيزه النظري الجوهري يتغير وفقًا لذلك. وعليه، قادت الحركة منذ بدايات عصر التصنيع والاستعمار إلى عصر المعلومات للحداثة العولمية ميدان العلم خلال سلسلة من التحولات، والتي استمرت من الناحية الجوهرية لتطرح نفس الأسئلة التي سئلت قبل خمسين، أو مائة، أو حتى مائتي سنة ماضية.