كتاب تجديد المنهج في تقويم التراث لـ الدكتور طه عبد الرحمن
كتاب تجديد المنهج في تقويم التراث اللغة : العربية دار النشر : المركز الثقافي العربي سنة النشر : 2007 عدد الصفحات : 432 نوع الملف : مصور |
ولما كان قد خالف المتداول في أعمال تقويم التراث فيما سار فيه من منحى “متفرد، فإننا نهيب بالقارئ إلى الصبر على التجدر من شائع الأحكام وسابق الآراء في التراث والى الاصطبار لقراءة هذا الكتاب، حتى يأتي على تمامه. أما عن محتوى هذا الكتاب، فقد قسمه المؤلف إلى ثلاثة أبواب، لكل باب فصول معلومة. خصص الباب الأول للنظر في التقويم التجزيئي للتراث، نتعرض الفصل الأول إلى الصلة القائمة بين الاختيار التجزيئي في التقويم وبين الوقوف عن مضامين التراث، وتولى الفصل الثاني بيان التناقضات التي وقع فيها نموذج الجابري التجزيئي في تقويم التراث، كما تولى الفصل الثالث بيان حدود استعمال هذا النموذج للآليات المنهجية المنقولة، وعقد الباب الثاني للنظر في جانب من جوانب التكامل التي اختص بها التراث وهو جانب تداخل المعارف، فعالج الفصل الأول الصلة القائمة بين الاختيار التكاملي، والوقوف على الآليات التي توسلت بها مضامين التراث، وبحث الفصل الثاني في خصائص تداخل المعارف الأصلية فيما بينها، في حين بحث الفصل الثالث في خصائص التداخل بين المعارف الأصلية والمعارف المنقولة وأفرد الباب الثالث للنظر في الجانب الثاني من جوانب التكامل في التراث، وهو جانب تقريب المعارف، فاختص الفصل الأول بتوضيح مفهوم “المجال التداولي” كما اختص الفصل الثاني، بتوضيح مفهوم “التقريب التداولي”. أما الفصل الثالث، فاشتغل بتحليل الآليات التي استخدمها تقريب المنقول المنطقي اليوناني، بينما اشتغل الفصل الرابع بتحليل الآليات التي استخدمها تقريب المنقول الأخلاقي اليوناني.
نبذة الناشر:
لقد نحا المؤلف د.طه عبد الرحمن في تقويم التراث الإسلامي العربي منحى يتصف إجمالاً بوصفين أساسيين:
أحدهما، أنه منحى غير مسبوق، لأن المؤلف يأخذ بالنظرة الشمولية والتكاملية إلى التراث وليس بالنظرة التجزيئية والتفاضلية؛ فبعد أن بيّن كيف أن الاختيار التجزيئي في تقويم التراث ينبني أساساً على النظر في مضامينه من دون الوسائل التي تمّ بها إنشاء هذه المضامين وتبليغها، اشتغل باستخراج الآليات الإنتاجية التي تحكمت في بناء التراث وزودت أجزاءه بأسباب التداخل والتكامل فيما بينها، مستخدماً في ذلك مفهومين متفردين هما: مجال التداول والتقريب التداولي.
والثاني، أنه منحى غير مألوف، لأن المؤلف توسل فيه بأدوات مأصولة وليس بأدوات منقولة؛ فبعد أن وضح كيف أن الاختيار التجزيئي في تقويم التراث يتوسل عند النظر في مضامينه بمناهج منقولة مع الغفلة عن صبغتها التجريدية وقلة المكنة من دقائقها التقنية، تولى بيان الأوصاف الآلية والعملية والاعتراضية للمنهجية الخاصة بالتراث، مستثمراً لها فيما أبطله من دعاوى التفاضل وفيما أثبته من دعاوى التكامل، حتى كأن كتابه هذا كله ممارسة حية لمنهاج التراث الصحيح، لا مجرد خطاب نظري في هذا المنهاج.