كتاب تذكار جيتى لـ عباس محمود العقاد
كتاب تذكار جيتى اللغة : العربية دار النشر : دار المعارف سنة النشر : 1996 عدد الصفحات : 232 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
هذا الكتاب يتحدث عن الشاعر الألماني جيتي ، لمحات من سيرة حياته وبقلم عملاق الأدب عبّاس العقاد ، ففي البداية تطرق العقاد للكتابةِ عن شخصية الألماني على وجه العموم ، فقد عُرف عنهم اهتمامهم بالدين و الفلسفة و السحر و الموسيقى فيقول العقاد ؛ هذه السمات تعود في قراراتها لولعهم بالإيمان بالغيب ! وكيف أنّ معنى الحرية و الوطن يختلف عند الألمان مقارنةً بغيره من الشعوب ، ثم تحدّث عن الحرية الفنية الألمانية و اختصرها في مدرستين ؛ المدرسة اليونانية ( الكلاسيكية ) و التي تُمثل البساطة ، و المدرسة ( الرومانتيكية ) و التي تُمثل المجاز ، لا شك بأن الحرب تفقد الأمم فنونها وهذا ما حدث مع ألمانيا فقدت كثيراً من فنها فبدأ غيرها بالنهوض في أدبه كَ فرنسا مثلاً ، ثم عادت ألمانيا من خلال الاطّلاع على العالم وترجمة أدبهم حتى وصلت لمدرسة جديدة لا تهتم لأسلوب حديث أو قديم وهي التي ينتمي لها جيتي ، و يثبت العقاد بأن جيتي تأثر من الأدب العربي من خلال ما وصله من ترجمة فكان لذلك الأثر البالغ على عبقريته ، و أما الحديث عن حياة جيتي فممتع ، منها بأن جيتي اكتسب حب القراءة من ولادته وحبه للحياة أيضاً فقد شارف عمره على ٧٤ و تقدّم لخطبة فتاة عمرها ١٩ ! و في ملامحه شبهُ من والده ، و علاقته مع الأمير كانت تعكس معنى الصداقة الحقيقة فقد ولاهـ مناصب وكانوا خير صحبة لم يحدث بينهما أية خلاف إلا أن موت الأمير أثرّ في نفس جيتي ، وهذا أمر طبيعي فكل من يفارق عزيزٌ عليه تستصعب النفس ذلك ، و أما رواياته فقد استوحاها من مواقف الحُب التي عاشها ، فهو رجلٌ عاشق لا تكلّ نفسه من العشق ولا تزهق روحه ، فإن انتهى عشق بحث عن غيره ، و أظنها ميزة الشعراء ! لابد أن يكون للمرأة نصيبٌ من عالمهم ، ومع فشل جيتي في تجارب الحب ، جسّد كل شخصية امرأة في رواياته ، فأحبّ من مختلف الطبقات و أخيراً ارتبط بِ كرستيانا عاشت معه لسنوات أواها في بيته هيَ ووالدتها و أنجبت ابنه أوغست ثم تزوجها ! إلا أن نشأتها الوضيعة نوعاً ما – فأبوها كان مُدمناً على الكحول – أثرّت في تربيتها فنمت على ذلك فأصبحت مدمنة ، ونقلت إدمانها أيضاً لابنها !العجيب بأنّه لم يخبر والدته باابنه حتى أصبح عمره سنتين ! و الأعجب هذه الجدة قبلت به لأن جميع أبناءها ماتوا لم يتبقى لها إلا جيتي ففرحت بحفيدها >> الله المستعان بس
و في كتابته لِ ( آلالام فرتر ) ذاك الشاب الذي مات مُنتحراً ، أثارت ضجة هذه الرواية و أحالوها لتأثره بأساطير الإغريق مع العلم هو كتبها عن طبيعة حياته ! فعندما أحبّ شارلوت و لم تذهب معه بل رحلت مع صديقه ، فقد كتب معاناته في فرتر ، الفارق فقط هو الإنتحار و ذلك لأن في الواقع صديقٌ لجيتي اِنتحر ، فربط الأحداث في روايته و جعل نهاية فرتر الإنتحار ، قيل بأنها اشتهرت جداً فحتى نابليون أحبّها جداً ، ومع أنّها كُتِبَت في أسابيع فقط إلا أنها أصبحت ذات صيت عالٍ و أثرّت على العشاق ، فهناك من اِنتحر ووجد في جيبه هذه الرواية >> يا مُعين
أما روايته فوست التي كتبها خلال ٦٠ عام فهي تجمع بين كل علم تعلّمه فقد كان فوست عالمِ عصره ثم تحدث الانتكاسة لهذا الشاب فوست و يظهر له الشيطان و يساومه ويتفق معه على عهد ، فكأنه يصور حياة فوست من الشباب وحتى الكهولة لذلك هي تُمثل شيئاً من واقع جيتي ، و أما ولهلم ميستر فيشابه أيضاً جيتي في تنقله بين البلدان وبين عشقِ النساء ! فرواياته مرآة لعالمه و إن خالطها الغموض و الخفايا و الأسرار، الجدير بالذكر كتابه ( الديوان الشرقي ) حرص على قراءة الشرق و مطالعة مؤلفاتهم التي تُرجمت للألمان فقرأ القرآن و قرأ عن محمد و ترجم رواية فولتير ( محمد ) لكن فولتير أساء لمحمد فيها و عاتبه عليها نابليون ، بينما جيتي وضعه في أكابر العظماء ، فأراد مُحاكاة الشرق فألف كتاب أسماه الديوان الشرقي للمؤلف الغربي ، فحوى القصائد تُشابه أسلوب الشرق و حرص أيضاً على أن يكون الغلاف مكتوب بالعربيّة !
فتعلّم نسخ الخطوط العربية و عُنيَ بها ، فقد قيلَ ؛ كأنّ ديوانه هذا سلامٌ من الغرب إلى الشرق ، وكعادة الألمان شغفهم بالعلم ، فقد كان جيتي عالمٌ في أكثر من مجال ، كعلمه بالنبات و اكتشافاته في التشريح و له آراء في طبقات الأرض فهذا يدلّ على عبقريته.
و في كتابته لِ ( آلالام فرتر ) ذاك الشاب الذي مات مُنتحراً ، أثارت ضجة هذه الرواية و أحالوها لتأثره بأساطير الإغريق مع العلم هو كتبها عن طبيعة حياته ! فعندما أحبّ شارلوت و لم تذهب معه بل رحلت مع صديقه ، فقد كتب معاناته في فرتر ، الفارق فقط هو الإنتحار و ذلك لأن في الواقع صديقٌ لجيتي اِنتحر ، فربط الأحداث في روايته و جعل نهاية فرتر الإنتحار ، قيل بأنها اشتهرت جداً فحتى نابليون أحبّها جداً ، ومع أنّها كُتِبَت في أسابيع فقط إلا أنها أصبحت ذات صيت عالٍ و أثرّت على العشاق ، فهناك من اِنتحر ووجد في جيبه هذه الرواية >> يا مُعين
أما روايته فوست التي كتبها خلال ٦٠ عام فهي تجمع بين كل علم تعلّمه فقد كان فوست عالمِ عصره ثم تحدث الانتكاسة لهذا الشاب فوست و يظهر له الشيطان و يساومه ويتفق معه على عهد ، فكأنه يصور حياة فوست من الشباب وحتى الكهولة لذلك هي تُمثل شيئاً من واقع جيتي ، و أما ولهلم ميستر فيشابه أيضاً جيتي في تنقله بين البلدان وبين عشقِ النساء ! فرواياته مرآة لعالمه و إن خالطها الغموض و الخفايا و الأسرار، الجدير بالذكر كتابه ( الديوان الشرقي ) حرص على قراءة الشرق و مطالعة مؤلفاتهم التي تُرجمت للألمان فقرأ القرآن و قرأ عن محمد و ترجم رواية فولتير ( محمد ) لكن فولتير أساء لمحمد فيها و عاتبه عليها نابليون ، بينما جيتي وضعه في أكابر العظماء ، فأراد مُحاكاة الشرق فألف كتاب أسماه الديوان الشرقي للمؤلف الغربي ، فحوى القصائد تُشابه أسلوب الشرق و حرص أيضاً على أن يكون الغلاف مكتوب بالعربيّة !
فتعلّم نسخ الخطوط العربية و عُنيَ بها ، فقد قيلَ ؛ كأنّ ديوانه هذا سلامٌ من الغرب إلى الشرق ، وكعادة الألمان شغفهم بالعلم ، فقد كان جيتي عالمٌ في أكثر من مجال ، كعلمه بالنبات و اكتشافاته في التشريح و له آراء في طبقات الأرض فهذا يدلّ على عبقريته.