كتاب تكنولوجيا 2030 تغير وجه العالم لـ روتغر فان سانتن، دجان كوهي، برام فرمير
عنوان الكتاب: تكنولوجيا 2030 تغير وجه العالم
المؤلف: روتغر فان سانتن، دجان كوهي، برام فرمير
المترجم / المحقق: جنى الحسن
الناشر: المجلة العربية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية
الطبعة: الأولى 1433 هـ / 2012 م
عدد الصفحات: 403
حول الكتاب:
التحديات التي تواجه عصرنا كثيرة، ففي العقود القادمة سوف يكون العالم العربي في بؤرة الاهتمام كمزود عالمي للطاقة، وتظل مشكلة مياه الشرب مصدر اهتمام أيضاً. كما أن تقنيات الاتصال توفر روابط حديثة للتفكير الكوني. هذا الكتاب هو عن التقنيات الحديثة التي سوف نحتاجها لمواجهة المستقبل القريب.ومنذ ظهور الطبعة الأولى من هذا الكتاب، برزت العديد من القضايا، فقد تعمقت أزمة الاقتصاد العالمي، وتزايدت المخاوف الناتجة عن تغير الطقس، وأدت كارثة اليابان النووية (مفاعل يوكوشيما) إلى إعادة التفكير في إمدادات الطاقة، وتسارعت الزيادة في أسعار الغذاء. وبالرغم من ذلك فقد ظلت طرق المعالجة والتطوير كما هي. ويكمن التحدي في أغلب الأحيان في إدخال تقنيات حديثة بسرعة طافية لتحمل بعض العبء في حل مشكلات عصرنا.فمثلاً: تناقص احتياطيات البترول قد يعني نضوبه غير ان التقنية التحويلية الواسعة النطاق، اللازمة لإدخال تقنيات طاقة جديدة، قد تحتاج إلى زمن طويل. فقد طورت القطاعات الصناعية شبكة من العلاقات التكاملية والتي يبدو أن من الصعب تغييرها. فإدخال تقنيات جديدة تتطلب الكثير من الاختبارات وصناعة أجيال متعددة من الموديلات التجريبية. وقد تحتاج تقنية الطاقة التحويلية إلى 30 سنة لتصل إلى إنتاج 10 % من إنتاج الطاقة العالمي. وهذا يعني أن الطاقة الجديدة قد تحتاج إلى 30 سنة لكي تصل إلى 10 % من العالم. ونحن لا نستطيع أن ننتظر كل هذه المدة. فإذا كان باستطاعة التقنية الجديدة المساعدة وتقديم الحلول لعصرنا، فعليها أن تكون قابلة للتطبيق في زمن أقل، لذلك علينا أن نطور تقنيات قابلة للتطبيق بسرعة ويقدم هذا الكتاب عدة طرق واعدة لذلك.أما بالنسبة للعالم العربي، فهناك الكثير من الفرص والإمكانيات الجديدة. فهي واحدة من أفضل المناطق في العالم بالنسبة لاستغلال الطاقة الشمسية، كما أن المعلومات المتوفرة عن قطاع النفط قد تستخدم في حفر طبقات أعمق، موفرة طرقا جيدة في تقنيات الحفر. وكلا التقنيتين مذكورتان في هذا الكتاب، إضافة إلى أن العالم العربي في وضع جيد ليصبح رائداً في تقنيات المياه. فإذا استطاع العالم العربي أن يتعامل بكفاءة مع مشكلة المياه، فإنه سوف يصبح محط انتباه العالم. وهذا لا يعني فقط تحلية مياه البحر، فالعديد من التطورات السريعة قد تم تطبيقها في مجال الاستخدام الفعال للمياه. فنحن لا نحتاج إلى ري المزروعات 100% من الوقت، بل نحتاج على أن نكون أكثر ذكاء، كما نحتاج إلى تنبؤات أكثر دقة للطقس، وإلى العديد من المجسات التي تحدد وتتحسس ما يحتاجه النبات فعلاً. وهذه ما هي إلا مقدمة لمعرفة كيف بإمكان تقنية المعلومات أن تغير تغييراً شاملاُ في إمدادات المياه والزراعة.هناك علاقة حميمية بين احتياجات المجتمع وتطور التقنية، فالحاجة أم الاختراع، وقد أثبت التاريخ ذلك مراراً. فما يهدد المجتمع بشكل مباشر يحرك العلماء ويقود إلى الاختراع.وقد بدأت بالفعل تقنيات الاتصالات الجديدة في بلورة طرق واضحة، فالشبكة الكونية منسوجة بدقة وإحكام بحيث أن الشعور بالمصير المشترك يشعر به كل شخص على هذا الكوكب. فحياتنا تتشكل بشكل متزايد على حوادث وقعت في اماكن بعيدة جداً عنا. فأسعار المواد الغذائية في المملكة العربية السعودية تتأثر بحرائق حدثت في أوكرانيا، وانقطاع التيار الكهربائي قد يكون سببه على بعد 5000 ميل من ذلك، وقد ينتقل فيروس مميت من الصين إلى القرب منك خلال ساعات.ونحن نحاول في هذا الكتاب أن نثبت أن باستطاعتنا السيطرة على مثل هذه المخاطر. فالتلاحم والاتصال موضوع التساؤل صنعه الإنسان، وباستطاعتنا تغييره بشكل يجعل الوقائع التي تحصل محصورة في مكانها عوضاً عن تأثيرها على الآخرين وتحولها إلى كارثة واسعة النطاق. ومن أجل محاولة تغيير المستقبل نحتاج إلى التخلي عن الحلول المطروحة، فالنظرية الاقتصادية المعيارية مثلاً نوقشت وتم تحديها في هذا الكتاب، فقد أثبتنا بأن هناك سلوكيات غير معقولة وغير منطقية ناشئة عن بعض الظواهر الاقتصادية غير المفهومة ظهرت سابقاً. وقد اقترحنا طرقاً جديدة وواقعية جداً، وإذا بدأنا باستكشافها منذ الآن فإننا قد نتجنب حدوث بعض الكوارث العالمية في العقود القادمة.نرجو أن يشاركنا قراؤنا بشعورنا بالحاجة الملحة لذلك. فقد كتب أحد ناقدي هذا الكتاب قائلا: ((إن في هذا الكتاب تنبؤاً مثيراً للإعجاب وصرخات رعب محذرة في آن واحد)). وهو استنتاج يجب أن يؤخذ كسبب للتفاؤل، إذا أردنا أن نؤثر في مجرى التاريخ. وقد تكون المشاكل التي تواجه كوكبنا ضخمة، ولكن باستطاعتنا أن نحدث تغييراً حقيقياً. فقد أوضحنا بأن القضية ليست مجرد تساؤل عن تطور التقنية الجديدة. بل أن الطريقة التي تأسست وتجذرت فيها التقنية وطريقة انتقالها وتغلغلها في المجتمع يحمل نفس الأهمية.فنحن نؤمن بأنها (التقنية) سوف تمكن الناس من التحكم بمصائرهم. فليس من الضروري أن تكون باحثاً علمياً أو أن تعمل في مختبر صناعي لكي تكون قادراً على تشكيل مصيرنا المشترك. إننا نتكلم عن أشياء بسيطة مثل التوقف عن رمي المواد الغذائية، أو عن الاختيارات المهنية للفرد وطريقة عيشه، كما أننا نتمنى أيضاً أن نلهم زملاءنا المهندسين والعلماء في تغيير اهتماماتهم البحثية بطريقة من شأنها المساعدة في حماية وتحسين الحياة على كوكبنا.