كتاب حبيب الشاروني : الأستاذ القدوة في الزمن الضنين
كتاب حبيب الشاروني : الأستاذ القدوة في الزمن الضنينالمؤلف : أحمد محمود صبحي اللغة : العربية دار النشر : دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر سنة النشر : 2003 عدد الصفحات : 266 نوع الملف : مصور |
لقد كانت حياة حبيب الشاروني رمزا لكثير من القيم الخلقية، كما أن علمه الشمولي والتحليلي في مجال الفلسفة الحديثة والمعاصرة، فضلا عن إلمامه الدقيق باللغات الفرنسية والإنجليزية واللاتينية من أهم أسباب التي جعلتني أكتب عنه ـ أما مؤلفاته فقد تميزت وتميزها بدءا من “برجسون”و”سارتر”، مرورا بفكرة الجسم في الفلسفة الوجودية، و”الوجود والجدل في فلسفة سارتر “، وفلسفة” فرنسيس بيكون”، و”مين دي بيران “و”العين والعقل لميرلوبونتي”، وانتهاءً بفلسفة “جان بول سارتر”، فضلا عن ترجمة محاورة بارمنيدس لأفلاطون إنها تمثل (كما قالت د. راوية عباس في مقالها عنه ) كوكبة تثري المكتبة الفلسفية بموضوعات جادة ومتخصصة في كل زمان ومكان. ولو أضفنا إلي سلسلة كتبه الأخرى القيمة مجموعة أبحاثه العلمية بدءا من “الله إلي الإنسان”، و”العلاقة بين الأنا والآخر في فلسفة سارتر”، فضلاً عن الاغتراب في الذات، وانتهاءً بأصول المنهج الفلسفي عند أفلوطين لتبين لنا رحابة الإنتاج العلمي ودورانه في فلك الفكر الفلسفي اليوناني والحديث والمعاصر .
وكان الدكتور حبيب الشاروني قمة في التواضع، فهو الإنسان بكل ما تحمله كلمة الإنسان من معاني ودلالات، فلقد وهب حياته كلها للجامعة: تعليماً وبحثاً، وظل اهتماماته الرئيسية هي اهتمامات أستاذ جامعي يسعي إلي أن يرتفع بعمله إلي أعلي مستوي ممكن، ومن هنا فإنه يمثل القدوة والريادة وستظل كتاباته تمثل المنارة التي يهتدي بها الإنسان في الظلام تمثل الشعلة الخالدة، شعلة الفكر، وما أعظمها من شعلة .