|

كتاب حكايات الغريب لـ جمال الغيطاني

حول الكتاب
ملحمة مصغرة قدمها لنا الأديب العظيم والمراسل الحربي وقتها جمال الغيطاني عبر عرض نماذج لمجموعة من أخيار هذه الأرض الطيبة التي لا يغيض خيرها، ولا عظمة الكثيرين من أهلها مهما تكالبت عليهم ظروف الحياة القاسية، وسفلة الحكام من العسكر ومن غيرهم على مر الزمان.. عبر شخصيات العميد أركان حرب عبد الله القلعاوي، وعم خضر صاحب نصبة الشاي في مدينة السويس في زمن التهجير، والأم المصرية الطيبة مجهولة الاسم -وكأنما ترمز للأمهات المصريات جميعا- والتي تنتظر عودة ابنها من الجبهة في واحدة من حواري القاهرة، والطبيب البورسعيدي الذي يعرف شوارع ومباني مدينته التي خلت تقريبا من السكان كما يعرف خطوط كفه، وعبد الرحمن محمود سائق عربة الصحافة الذي اقتبست قصته وأُنتجت كفيلم يحمل اسم هذه المجموعة، وجندي الاستطلاع الفذ الذي اعتلى صخور جبل عتاقة وبقى فوقها لما يزيد عن المئة يوم في عزلة كاملة ليؤدي مهمته في الإبلاغ عن تحركات العدو ما قبل قيام حرب أكتوبر وحتى بعدها بشهور.
عبر كل هذه الشخصيات يرسم الغيطاني بقلمه/ريشته لوحات وصفية شخصية، ونفسية، وشعورية لبعض النماذج الفذة التي عانت، وكافحت، وتمنت، وعملت، وضحت بكل وأثمن ما تملك –وهل هناك أثمن من الروح والحظ من الحياة- مقابل قهر العدو، وتجاوز عار وذل الهزيمة -التي تسبب فيها من يحكمون لا غيرهم- وعودة الأرض التي لم تجُد عليهم من قبل ولا من بعد بما يليق بتضحياتهم تكريما أو تشريفا، لكنهم فعلوها لأنهم آمنوا بنبل وعظمة ما يفعلون، مبرئين من كل شيء إلا حبهم “غير مدفوع الأجر” لوطنهم والذي لا جزاء عدل له إلا في حياة أخرى ولدى من لا يغفل ولا ينام.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *