كتاب حياة معلقة – رواية لـ عاطف أبو سيف
كتاب حياة معلقة – رواية اللغة : العربية دار النشر : الأهلية للنشر والتوزيع سنة النشر : 2014 عدد الصفحات : 410 نوع الملف : مصور |
لكن هذا الموت العادي يغير الكثير من تفاصيل الحياة في الحارة الهادئة الواقعة على تخوم المخيم، حيث ترقد التلة التي ابتنى نعيم عليها بيتاً. موت يقلب حياة الناس وتفاصيلهم. فالحكومة تريد أن تستغل التلة وتبني عليها مخفراً للشرطة ومسجداً. وحيث أن التلة تحظي بمكانة خاصة في وعي الناس فهي ليست تلة كما يقول المختار بل هي جبل، فعليها حطت خيام سكان المخيم مباشرة بعد النكبة ومن فوقها قتل أول جندي حين احتلت إسرائيل المخيم، عارض سكان المخيم المشروع وقاومه حتى وصل الأمر للصدام مع الشرطة.
وكما بدأت الرواية بجنازة نعيم تنتهي بجنازة الحاج الذي يفيق من الموت ثم يعود إليه في حصر للحياة بين موتين يهزان المخيم.
وعبر فصول متنوعة في مستويات السرد وتقنياته تنكشف امام القارئ الكثير من تفاصيل الحياة في غزة كما نعرفها ويعرفها الكاتب، كما يتم استدعاء يافا موطن اللاجئين عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة ترسم بصورة مفصلة عالماً مدهشاً تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع في إعادة تركيب لمفهوم الهوية. والبطولة والحياة.
تبدأ الرواية بجملة مثيرة تلخص كل الرواية تقول ولد نعيم في الحرب ومات في الحرب أيضاً ليس في ذلك من صدفة.
هكذا كما يقول ابوسيف فإن حياتنا معلقة بين موتين. نحن نولد في الحرب ونموت فيها. ما ترمي إليه الرواية هو رصد التحولات الكبيرة التي ضربت غزة خلال العقود الثلاثة الماضية تحديداً مع مسحة سريعة إلى مجمل التحولات التي هزت المكان خلال مسيرة العقود الأخيرة، وهي تحولات تنكشف بوضوح من خلال تفاعل سكان الحارة في المخيم مع التطورات التي تطرأ عليهم. غزة حاضرة بقوة في الراوية بشوارعها ومقاهيها وناسها كما هي حاضرة في تفاصيل حياة هؤلاء الناس، كما أن مجمل التحولات السياسية تجد أثرها في علاقات القوة في المجتمع والعلاقات الاقتصادية والثقافية وصراع الهوية والبحث عن البطولة”. (دنيا الوطن)