كتاب رباعية الديمقراطية لـ د.مراد وهبة

 

1a117 1873عنوان الكتاب:  رباعية الديمقراطية 

 

المؤلف: د.مراد وهبة 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: الدار المصرية السعودية


الطبعة: 2011 م


عدد الصفحات: 65



حول الكتاب:

     قال الرئيس مبارك للمذيع الشهير تشارلي روز في قناة ”بي.بي.سي” الأمريكية بتاريخ 18/8/2009 : ” إن إدارة الرئيس جورج بوش لم تكن على صواب في الطريقة التي انتهجتها في نشر الديمقراطية بالمنطقة حيث إن مصر لا تقبل ضغوطا من أية إدارة مع احترامنا لكل الحكومات”. وأظن أن عبارة الرئيس هذه تعبير موجز عن إشكالية الديمقراطية. وإذا كانت الإشكالية تنطوي على تناقض فما هو التناقض إذن الكامن في الديمقراطية.
ونجيب بسؤال:
     هل هذا التناقض كامن في مفهوم الديمقراطية أم في مسار الديمقراطية؟
     نشأ مصطلح ” الديمقراطية ” في القرن الخامس قبل الميلاد في كتاب ” تاريخ الحرب الليبونيزية ” للمؤرخ اليوناني ثوسيديس “460-400 ق.م ” عندما ذكر عبارة رجل الدولة في أثينا وهو بركليس : ” إن أثينا هي نموذج للديمقراطية لأن دستورنا لا يحاكي قوانين الدول المجاورة، إنما هو نموذج للآخرين. وإدارتنا تنحاز إلى الأغلبية وليس إلى الأقلية، وقوانينا ضامنة للعدالة بالنسبة إلى الكل في شأن نزاعاتهم الخاصة، والرأي العام عندنا، يرحب بالموهبة ويجلها في كل فرع من فروع الإنجاز، ليس لأسباب طائفية بل استنادا إلى التميز وحده “.
       والبين من عبارة بركليس هذه أن أحدا من الأثينيين لم يكن رافضا لتقبل هذا المعنى للديمقراطية، إلا أن ديمقراطية أثينا جرت في مسار بعد ذلك غير الذي كان يتصوره بركليس، إذ اشتعلت الحرب البليبونيزية بين أثينا وإسبرطة في عام 431 ق.م، أي قبل موت بركليس بعامين، وانتهت بمعاهدة مؤقتة في عام 421 ق.م، ثم استؤنفت الحرب في عام 412 ودمرت أثينا بل دمرت اليونان، وتم احتلالها في عام 404.
      وإثر هزيمة أثينا ارتأى أفلاطون ”417-347 ق.م”. أن الديمقراطية هي سبب الهزيمة، ومن ثم دعا إلى استبعادها وإحلال الحكم المطلق بديلا عنها، والحكم المطلق هو حكم الله، والمماثل لهذا الحكم على الأرض هو حكم الفيلسوف، ومن ثم فالفيلسوف في رأي أفلاطون هو وحده القادر على أن يكون رئيسا للجمهوريته.
     وتأسيسا على ذلك دعا أفلاطون إلى ضرورة صياغة البشر في قالب واحد بحيث يسعدون ويحزنون في أمور واحدة وفي وقت واحد، وبذلك تتحقق وحدة المدينة. ومن هنا قال أفلاطون عن المدينة إنها ” إلهية”.
    ومن بعد أفلاطون توقف استخدام لفظ ديمقراطية لمدة ألفي عام، وانشغل علماء السياسة بدراسة النظام الملكي والنظام الديمقراطي الارستقراطي، وإذا ذكروا الديمقراطية فإنهم لم يذكروها إلا كنظام حكم.

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *