كتاب رحلات فارتيما لـ الحاج يونس المصري
كتاب رحلات فارتيما |
عنوان الكتاب: رحلات فارتيما
المؤلف: الحاج يونس المصري
المترجم / المحقق: عبد الرحمن عبد الله الشيخ
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
الطبعة: 1994 م
عدد الصفحات: 222
حول الكتاب:
رحلة فارتيما، أو الحاج يونس كما سمى نفسه (1503-1509) حول العالم، هي الجناح البري – ان صح هذا التعبير – لجهود البرتغاليين في اكتشاف الطرق المؤدية إلى ثروات الشرق عامة، والهند خاصة، وجهودهم كذلك لتطويق العالم الإسلامي، استمرارا لما كانوا يسمونه حرب الاسترداد.وهذه الرحلة التي نقدم اليوم ترجمتها الكاملة للعربية زامنت تقريبا رحلات فاسكو دي جاما الذي وصل إلى كلكتا – بعد الوران حول أفريقيا – سنة 1498، ووصلها في رحلة أخرى سنة 1502، وبينما كان رحالتنا فارتيما يبحر من البندقية قاصدا مصر فالشام فالحجاز فاليمن فالخليج ففارس … الخ كانت الأساطيل البرتغالية تقيم المحطات التجارية على السواحل الهندية وتقصف مدنها.وإذا كانت مهمة دي جاما قد انتهت باكتشاف الطريق البحري للهند، فان مهمة فارتيما كانت أكثر تعقيدا، فقد كان مكلفا بوصف عادات الشعوب التي يمر بها في طريقه للهند، وفي الهند نفسها، وكتابة تقارير عن جيوشها خاصة ما يتعلق بالمدافع، وحصر منتجاتها الزراعية والصناعية، خاصة ذات القيمة في التجارة العالمية. وباختصار، فان مهمته كانت التجسس الشامل على كل الشعوب والجماعات التي مر بها، خاصة الإسلامية منها.وقد قدم فارتيما نفسه لأهل الحجاز واليمن وسكان الخليج العربي وبلاد فارس، باعتباره الحاج يونس المصري، أو يونس المملوك المصري، أما في بلاد الهند، فقد قدم نفسه باعتباره الحاج يونس العجمي (الفارسي) وذلك بمعاونة صديق له فارسي كان قد تعرف به في مكة المكرمة.لقد قام هذا الفارسي واسمه خوجه ذو النور، بالدور نفسه الذي قام به ابن ماجد بالنسبة لفاسكو دي جاما، فاذا كان ابن ماجد قد دل دي جاما على الطريق إلى الهند دون أن يدري عواقب ذلك، فان خوجه ذا النور قد قدم خدمات هائلة لرحالتنا فارتيما فهو الذي أتاح له التغلغل في المجتمعات الإسلامية في الهند، وقدمه مرة على أنه مملوك حاج، ومرة على أنه الحاج يونس العجمي، بل وقدمه أحيانا على أنه الحاج يونس المصري، ومرة على أنه الحاج يونس العجمي، بل وقدمه أحيانا على أنه رجل صوفي أو درويش وجعل الناس يقبلون يديه وأحيانا ركبتيه التماسا للبركة، وبفضل خوجه ذي النور تجول فارتيما في الموانئ، والمعسكرات، ورصد الاستعدادات العسكرية .. وقدم كل ذلك – كما ذكر هو في رحلته هذه – لنائب الملك البرتغالي في الهند.ورغم أهمية رحلة فارتيما، فاننا لا نكاد نعرف عن حياته إلا النزر اليسير، إذ يقول المستشرق بيرسي بادجر ان معظم ما نعرفه عن فارتيما هو ما ذكره فارتيما عن نفسه، وفي موسوعة التراجم العالمية في القديم والحديث المطبوعة في باريس سنة 1827، نجد نصا فرنسيا نعرف منه أنه رحالة إيطالي قام برحلة في القرن السادس عشر (هكذا دون تحديد للسنة أو السنوات) وان هذه الرحلة هامة جدا للمشتغلين بتاريخ الجغرافيا، وللمؤرخين بشكل عام، وأنها إضافة حقة تعرفنا بالعالم من حولنا، ويعجب بادجر من أن المراجع التي كتبها أبناء جلدته (الايطاليون) قد أغفلته أو كادت، فالمؤلف الإيطالي زورلا Zurla لم يذكره ضمن أشهر الرحالة الايطاليين، أما المؤرخ الإيطالي فانتوزي Fantuzziفلم يتعرض لفارتيما الا من خلال أسطر قلائل شكا في مطلعها من قلة المعلومات عنه، وأنهاها بالتشكك في عودته إلى إيطاليا، وتفسير ذلك أن فارتيما لم يكن فيه من إيطاليا سوى أنها موضع مولده، ومصدر لغته، أما فيما عدا ذلك فالرجل كان يعمل لحساب ملك البرتغال، الذي مول رحلته، والذي قدم له نائبه في الهند براءة الامتياز والفروسية، وضمه لجيوشه المحاربة أحيانا، لذلك فبعض المصادر تشير اليه على أنه رحالة برتغالي، تماما مثل كولومبس الذي تعارف الناس أنه رحالة اسباني مع أنه من أصول إيطالية.