كتاب رحلتي إلى مكة في عام 1894م لـ جول جرفيه كورتيلمون
كتاب رحلتي إلى مكة المكرمة في عام 1894م |
عنوان الكتاب: رحلتي إلى مكة في عام 1894م
المؤلف: جول جرفيه كورتيلمون
المترجم / المحقق: د. أحمد إيبش
الناشر: هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة
الطبعة: الأولى 1434 هـ / 2013 م
عدد الصفحات: 179
حول الكتاب:
رحالتنا في هذا الكتاب ((جول جرفيه كورتيلمون)) Jules Gervais Courtellemont مصور فوتوغرافي فرنسي كان مقيما في الجزائر بأواخر القرن التاسع عشر، وكان واحدا من الفرنسيين الذين هاموا بالمشرق وأحبوا حياته الرومانسية العابقة بصدق المشاعر وأصالة الأخلاق والقيم الإنسانية. أثاره قبام القنصل الفرنسي ((ليون روش)) Léon Rocheفي عام 1841 برحلة حج من الجزائر إلى مكة المكرمة ، فقرر في عام 1894 القيام برحلة مماثلة على خُطاه، ليختبر بنفسه هذه التجربة الروحية الفريدة. وسافر بجواز سفر يحمل اسم: عبد الله بن البشير.ولد جول جرفيه Jules Gervais في مدينة ((آفون)) Avonبالقرب من باريس في الأول من يوليو عام 1863، وهو الولد الوحيد للويس فيكتور جرفيه، كان أبو ميسور الحال وكانت أمه ربة بيت وتعزف على البيانو، وتعطي دروسا في الموسيقى. وكان لهذه العائلة صديق اسمه لويس ألفونس كورتيملون، ذو دخل مناسب أيضا، ويعمل ضابطا في الفيلق الأجنبي، وله ابن يعمل في سلك الجندية الفرنسية. ولما مات والد جول سنة 1868 تزوج ابن صديق الأسرة أرملة جرفيه، والدة جول.غادرت الأسرة كلها للعيش في الجزائر سنة 1874، فاستقرت في ((غليزان))، وهي منطقة صحراوية قاحلة، تقع بالقرب من الجزائر العاصمة، وكانت فرنسا تطبق آنذاك سياسة إعمار الأرض في شمال افريقيا بالمستوطنين الفرنسيين، لاستمرار احتلالها والسيطرة عليها.بعد هذه الرحلة تقاعد زوج أم جول من السلك العسكري ليستقر نهائيا في هذه الأرض، وقد بلغ رتبة ضابط كبير. بعد ذلك حلت بالجزائر كارثة بيئية فقدت الأسرة إثرها كل ما كانت تملكه في المزرعة التي كانت تديرها هناك، ولم يبق مع العم كوتيلمون إلا مبلغ نقدي يقدر بسبعين ألف فرنك. انتقلت الأسرة كلها للعيش في منطقة ((ميلة))، حيث استطاعت الحصول على قطعة أرض أخرى صالحة للزراعة. ولما وجدت الأسرة نفسها معزولة في هذه المنطقة بدأت الأم تتردد إلى بعض نساء القرية المجاورة، فحلت الألفة مع الجيران وأصبحوا جميعا أصدقاء…. وكان كورتيلمون محبا للترحال، فسافر إلى مناطق مختلفة من الجزائر والقاهرة والقدس ودمشق، وعاد بزاد من الصور التي نشرها في مجلة أسسها تحت اسم: L’Algérie Pittoresque et Artistique، أو كان يعرض صوره للبيع في معرضه في شارع ((تروا كولور)) بمدينة الجزائر العاصمة. وقد تزوج من ابنة أحد أصدقائه ((هيلين)) (إيلين باللفظ الفرنسي) قبيل رحلته إلى مكة المكرمة وأنجب منها بعد عودته ولداً سماه عبد الله.وبسبب ما كان يسمعه من الحجاج القادمين من ((مكة المكرمة)) أحب أن يذهب إليها ويرى بنفسه ويصور هذه المدينة المقدسة. يقول جول: ((لقد رغبت بكشف سر هذه المدينة المقدسة ليس لإتمام رحلة كبقية الرحلات، وإنما الدافع هو أن أكمل أبحاثي حول الشرق المعاصر. هذا الشرق المسلم الذي أخذت على عاتقي أمر وصفه مجتازا إياه بكل الاتجاهات. لقد أمصيت شباب فيه وأنا أحبه كما يحبه كل من عرفه)).وعن حبه للإسلام وأهله يقول: ((أما بالنسبة لي فأنا أحب الشرق بسمائه الزرقاء، وأحب الإسلام ببساطته ، وأعجب بمعتقداته الرّاسخة)). تعرّف جول إلى رحالة من الجزائر ((الحاج أكلي)) شوقه إلى الذهاب إلى مكة، فعرض فكرته على حاكم الجزائر الفرنسي ((كامبون)) Cambonفأبدى اهتماما بالأمر خصوصاً أن الحج يشكل أحد اهتماماته، فقام بإعطائه جواز سفر باسم ((عبد الله بن البشير))، ولكن على مسؤوليته الخاصة.وهكذا، انطلق في هذه الرحلة عام 1894 وكان له من العمر 31 عاما، وأعلن إسلامه ومارس شعائر الصلاة والصيام والحج بكل تقى، وتفاعل مع أصدقائه من الجزائريين ومن أهل الحجاز بكل مودة، وإن كان خشي من الإقرار بإسلامه في كتابه هذا الذي نشر بفرنسا عام 1896، فادّعى أنه ((يحب الشرق ويحب الإسلام ببساطته ومعتقداته الراسخة، دون أن يكون له الجرأة على اعتناقها)). لكن مع ذلك، يبقى الكتاب وثيقة وجدانية شفافة تدل على تفاعل إيجابي حميم من مثقف غربي تجاه حضارتنا الإسلامية.