|

كتاب زوال دولة الإخوان لـ سعيد شعيب

 
785a4 2143 1
كتاب زوال دولة الإخوان 

عنوان الكتاب:  زوال دولة الإخوان

 

المؤلف: سعيد شعيب 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: أوراق للنشر والتوزيع


الطبعة: الأولى 2013 م


عدد الصفحات: 352

حول الكتاب

نعم ضد الإخوان
وضد كلأنواع الاستبداد أيًا كانت خلفيتها، دينية، عقائدية، أيديولوجية، فكله في الجوهرسواء. هدفه هو القمع والاستبعاد والنفي والاستقصاء.. وصولا إلى السجن والقتل،بجملة واحدة: حرمان الإنسان من حقه في أن يكون إنسانا. 
فليسصحيحًا أن الاستبداد خلفيته إسلامية سنية فقط، فهناك استبداد دموي مارسه ويمارسهنظام الملالي في إيران بخلفية إسلامية شيعية. وهناك حروب وعصف دموي تمت باسمالمسيحية في أوروبا في العصور الوسطى. وديكتاتورية دموية حدثت في الأنظمة التياعتنقت الشيوعية. واستبداد استند إلى العنصرية مثلما فعل هتلر والنظام العنصري فيجنوب أفريقيا وغيرها. بل وهناك عنف يمارس باسم العقائد التي نسميها “غيرسماوية”، فعلى سبيل المثال المجاذر التي يرتكبها البوذيون والسيخ في أماكنمختلفة في العالم. ولدينا على سبيل المثال المذابح المروعة التي يرتكبها متطرفونبوذيون ضد المسلمين. وهناك استبداد تم ممارسته في منطقتنا وفي بلدنا بشعاراتقومية، عبد الناصر وصدام وحافظ الأسد وابنه، القذافي.. إلخ. ولدينا أيضًا النموذجالأقرب وهو الصهيونية التي انطلقت من خلفية يهودية، وأسست لدولة إسرائيل الدينيةبطلاء ديمقراطي، وأبادت وشردت الشعب الفلسطيني.   
لذلكفالمعركة ليست ضد الإسلام، كدين معاذ الله، كما يحب أن يصورها الإخوان وحلفاؤهم. ولكنهاضد كل المتطرفين العقائديين والدينيين والأيديولوجيين في العالم. فهم يعتبرونأفكارهم أرقى وأهم من الإنسان ذاته. فهم المثل الأعلى للأيديولوجيا الصحيحة،وللتصور الوحيد الصحيح للعالم. وإذا كانت من خلفية دينية، فهم ممثلون لـ”الله”جل علاه، وبالتالي فهم يملكون الحقيقة المطلقة. ويكون البشر هنا مجرد أداة لتحقيقهذه الأيديولوجيا، اليوتوبيا، الحلم الطوباوي. وتدريجياً تتجسد الأيديولوجيا فيبشر، شيوخ ، قادة سياسيين، ويتطابقون مع الأيديولوجيا وتتطابق معهم، ويصبحون همالمتحدثين باسمها واالوكلاء الوحيدين لها.وهنا لا قيمة للإنسان ولا لحريته ولالحياته، فقد تم تزييفه وتشويهه.. ولابد من إعادة تصنيعه بناءً على مواصفات النموذجالأمثل الذي يريده أصحاب العقيدة أو الأيديولوجيا. 
الحقيقةأيضًا أن الخطاب الديني، أيًا كان نوع الدين، يستند للأسف في الأساس على الانتقاصمن الأديان الأخرى حتى يصبح هو الأفضل. والخطاب الأيديولوجي مثل الماركسية، لايختلف كثيرًا عن الخطاب الديني، فهو ينتقص بالطبع من الأيديلوجيات المنافسة سواءًكانت سماوية أو أرضية. ويرى أن المواطن، لا يعرف مصلحته، فقد زيفت وعيهالبرجوازية، ولابد من تحويله لأداة صالحة لتحقيق “جنة الشيوعية”، والتييسمونها الدرجة الأرقى في تطور الاشتراكية.
كل هذهالأشكال من الاستبداد أنفقت عمري في مقاومتها، ليس فقط في شكلها ذي الخلفيةالدينية، ولكن في كل الأشكال، أيًا كانت. فقد انتقدت وبعنف استبداد كثير ممن كانوايقاومون استبداد مبارك، أقصد باقي التيارات السياسية والتي كانت مؤسساتها الصحفيةوالحزبية لا تختلف كثيرًا عن استبداد مبارك. وهؤلاء كانت أيديولوجيتهم متنوعة منأقصى اليسار إلى اقصى اليمين.
فالمؤسساتالحزبية كانت تفتقد للحد الأدنى من الديمقراطية، وكانت تقهر أعضاءها. وكان هذا هوالسبب الرئيسي للانفجارات الداخلية التي تعرضت لها، والسبب الرئيسي في فشلهاالذريع. وكذلك تنظيم الإخوان والتنظيمات اليسارية السرية التي تقوم على السمعوالطاعة.. وكتبت كثيرًا أن الاستبداد لم يكن فقط يمثله نظام مبارك، ولكن هناكبعضًا من معارضيه أكثر استبدادًا منه.
لعل مانشاهده بعد ثورة يناير المجيدة من القوى السياسية وعلى رأسهم الإخوان يؤكد ذلكبشكل حاسم. 
لكن لماذاهذا الكتاب عن الإخوان وحدهم الآن؟..
أولالأنهم الآن يحكمون البلد، جاؤوا عبر انتخابات، حتى لو كانت هناك اتهامات بعدمنزاهتها، ولكنهم في النهاية جاؤوا بطريق ديمقراطي. فقد أصبح الرئيس إخوانيًا وكذلكمجلس الشعب المنحل، ومجلس الشورى ولجنة صياغة الدستور. أي وبجملة واحدة “أخذواالبلد بكل مؤسساتها. جيش ، شرطة، قضاء.. إلخ”.
هذاالاستيلاء التدريجي يجعلهم ومعهم أنصارهم من السلفيين يشكلون بأفكارهم وبرامجهمالمعروفة، خطرًا حقيقيًا على الدولة المصرية، فهم يخططون وينفذون لبناء دولةدينية، ستكون في زمن الإخوان بطلاء ديمقراطي، مثلما يفعل نظام الملالي الإيراني. ومثلماأوضح في هذا الكتاب. ولكن إذا حدث وأصبح السلفيون هم الذين يحكمون، فالطلاءالديمقراطي الإخواني سيذهب أدراج الرياح، وننتقل إلى دولة دينية على الطرازالطالباني الذي حكم أفغانستان.  
أرجوألا يتسرع قارىء كريم ويقول لي: أعطهم الفرصة ثم احكم عليهم. لسببين، الأول أنأدبياتهم كلها منذ تأسيس الجماعة قبل أكثر من 80 عامًا، تؤكد ذلك، وهذا كلام منشور. وكذلك برنامجهم السياسي الذي طرحوهللرأي العام قبل الثورة. فكثير منه يؤكد بحسم نوع الدولة التي يحلمون ببنائها. وقدانتقدت هذه الأفكار قبل الثورة، وكما سيتضح من الكتاب. وثانيًا أداؤهم بعد الثورةيؤكد أيضًا، وكما توضح مقالات هذا الكتاب بجلاء ماذا يريدون ببلدنا. فهم مصممونعلى سبيل المثال أن يكونوا هم وحلفاؤهم أغلبية في لجنة صياغة الدستور، ومصممون علىأن يكون أساس الدستور ديني، أي يميز بين المصريين على أساس ديني. فالدولة دينهاالإسلام، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، أي ستكون هذه هي المقصلة التي سيتمعلى أساسها ذبح قطاع من المصريين ممن لا يؤمنون بالمرجعية الإسلامية من الأديانالأخرى. وقطاع آخر من غير أصحاب الديانات السماوية. وبالطبع سيتم ذبح الحرياتالفردية والعامة، وسيتم ذلك استنادًا إلى أن كل القوانين وبناء كل المؤسسات ستكونمرجعيته دينية إسلامية، أو للدقة إخوانية وسلفية. 
الكتابلا يتضمن فقط هذا النقد الصريح لممارسات وللبرنامج السياسي للإخوان وحلفائهم، لكنهيتضمن أيضًا دفاعًا عنهم عندما كانوا يتعرضون لمحاكمات عسكرية وعصف من قبل نظاممبارك، عندما كانت الجماعة (محظورة). ليس بالطبع إيمانا بأقوالهم وأفعالهم، ولكندفاعًا عن حق كل المصريين بمختلف انتماءاتهم في الحرية.
كماحرصت على أن يتضمن الكتاب بعضًا مما كتبته انحيازًا للتيار الذي كان يمثله الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح القيادي وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان. والسبب ليس اتفاقيمع برنامج هذا الرجل الذي أعتبره صديقا عزيزا، لكنه في سياق الإخوان يمثل خطواتأكثر تقدمًا في اتجاه الدولة المدنية التي تقترب من العلمانية، أو تقترب من النموذجالتركي والماليزي للإسلام السياسي. وقد تمنيت أن يصبح مرشدًا للجماعة وقائدها،ولكن كما اتضح أن الرجل لم يكن يمثل تيارًا قويًا، وتم العصف به بأشكال كثيرة وعلىامتداد سنوات. وكان آخرها “التلكيك” وفصله من الجماعة لأنه قرر خوضالانتخابات الرئاسية، في حين أن الجماعة دخلتها بعد ذلك.
كمايتضمن الكتاب دفاعًا عن حزب الوسط الذي كانت ترفضه لجنة شئون أحزاب النظام السابق.وتحليلا لأهمية هذا الحزب والذي يمثل طبعة متطورة تقترب قليلا من النموذج التركيوالماليزي والأندونيسي. وهذا ليس دفاعًا عن برنامج الحزب السياسي، ولكن إيمانابالحرية، وإيمانا بدعم أي تطور جاد في أفكار وخلفيات التيارات السياسية الدينية.
هذايعني أن عدائي للإخوان ليس على طول الخط، ولكن لبرنامج سياسي يتبنوه. وكتبت مؤكدًاأنه لو تغيرت دولتهم الدينية التي يريدونها، فسوف تتحول طاقتهم الجبارة من أداةهدم للدولة المصرية إلى أداة بناء عظيم. فالمشكلة لم ولن تكون مع الخلفية التييتبناها أي تيار سياسي، فهذا حقه. سواءً كانت خلفية دينية أو مسيحية أو غيرها. أوخلفية عقائدية مثل الماركسية والناصرية وغيرها. لكن المشكلة هي في نوع البرنامجالسياسي، ونوع الدولة التي يسعى لها هذا الفصيل السياسي إلى بنائها. 
حرصتأيضًا أن يتضمن الكتاب موقفي من باقي التيارات ذات الخلفية الدينية، والتي تشتركمع الإخوان في البنية الأساسية للأفكار. ودافعت عن حق الشيعة والصوفيين والبهائيينوحتى الملحدين في الحرية. كما ناقشت في الكتاب مختلف المواقف السياسية للجماعةالتي أصفها دائمًا بأنها سرية، ومثلها التيارات ذات الخلفية الدينية.
الأهمفي تقديري هو انتقاد من أسميتهم أحباء الإخوان في الداخل، وهؤلاء لعبوا دورًاضخماً في “تسليم البلد لهذا التنظيم السري الدولي”. وكأن الثورة كانهدفها الوحيد نقل ملكية مصر من الحزب الوطني إلى مكتب الإرشاد. والمفارقة المخزيةأنهم فعلوا ذلك دون حتى الحصول على ضمانات قوية، بأن تكون مصر دولة علمانية بجد،أو حتى يخففوا من درجة “دينيتها” التي يريدها الإخوان وحلفاؤهم. ولكنهماصطفوا وراء الإخوان وأوصلوا الدكتور مرسي لقصر الرئاسة، في مواجهة العسكر و”الفلول”.
الأمربالطبع ليس بأن تكون إما مع الإخوان أو “خصوم الثورة”، لكن كان يمكنإدارة الصراع، كما توضح بعض مقالات الكتاب، بعقد صفقة واتفاق مكتوب، أو حتىبالموافقة على التوقيع على ما أسموه وقتها المبادىء الحاكمة للدستور أو فوق الدستورية.لكنهم دعموا الجماعة تقريبًا “ببلاش” وعلى طول الخط والآن يندمون. وأظنأن أحلامهم في “إحراج الإخوان” لتحقيق مكاسب مجرد أوهام. فالإخوان لميفعلوها عندما كانوا بحاجة لـ”الاصطفاف الثوري” حولهم، فهل يفعلونها بعدأن أصبح في إمكانهم الاستغناء كثيرًا عن التحالف أو الاتفاق مع هذه القوى. وبعد أنملكوا عناصر القوة في يدهم، جيش وشرطة وقضاء وباقي مؤسسات الدولة؟!!
لا أظن.
ولا أظنأنه من الصواب في مثل هذا الكتاب، الذي يمتد زمن كتابة المقالات المنشورة فيهلحوالي عشر سنوات، ألا أعيد الاعتبار لأفكار أؤمن بها، منها العلمانية.. وأدافعمستميتا عن دولة لا تنحاز لدين أو عرق أو عقيدة أو أفكار.. دولة تؤمن بمساواةمطلقة بين كل المصريين في الحقوق والواجبات.
وأظنأنه مهما طال الزمن.. سنصل إليها. فدولة الإخوان وحلفائهم ستزول مهما طال الزمن. المؤلف
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *