كتاب سبل المواجهة … والخروج من المأزق لـ يوسف العاصي الطويل
كتاب سبل المواجهة … والخروج من المأزقالمؤلف : يوسف العاصي الطويل اللغة : العربية دار النشر : مكتبة حسن العصرية سنة النشر : 2014 عدد الصفحات : 307 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
إذا كان العالم العربي والإسلامي يعاني في الوقت الحاضر من التجبر والعربية الأميركية، فإنه ليس الوحيد في هذا المجال، حيث سبق التسلط الأمريكي على المنطقة العربية والإسلامية تسلط وتجبر في كافة مناطق العالم. وقد قام الكاتب بعرض لذلك في كتابه هذا بدءاً من إبادة الأميركيين للهنود والحمر وإستعباد الزنوج، مروراً بتدمير القوة الإسبانية وإستباحة أميركا اللاتينية والفليبين، وتدمير أوروبا واليابان والتحكم بمقدراتها من خلال حربين عالميتين، وصولاً إلى الحرب الباردة مع الإتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي وما صحبها من مجازر وإبادة بحق الفيتناميين والكوريين، وإنتهاءً بالنظام العالمي الجديد؛ الذي أرادت أميركا من خلاله الإنفراد بالعالم وتحويل شعوبه إلى عبيد تسخرهم لخدمة أطماعها القذرة، ضاربة عرض الحائط بكل المبادئ والقيم الإنسانية، وما يحدث في أفغانستان والعراق خير مثال على ذلك. فهذا التاريخ الطويل من الإجرام والإبادة الأمريكية التي شملت الكرة الأرضية بكاملها، وما صاحبه من تضليل وتزوير للتاريخ بدأ يكشف الآن، وبدأت شعوب العالم تتعرف على الحقائق المؤلمة للجرائم الأمريكية بحقها وبحق الإنسانية، وهذا هو العامل الرئيسي الذي يفسر سبب كره شعوب العالم لأميركا، والذي بدأ بالظهور وبصورة حلية على الساحة… ولأول مرة في تاريخ الصحافة الأوروبية تصبح أميركا موضوعاً يتناوله المحللون والكتاب بكثير من النقد اللاذع أحياناً، والجريء وأحياناً أخرى. فالكتاب الليبراليين الذين كانوا إلى وقت قريب معجبين بالحضارة الأميركية وبالنمط الأميركي في الحياة سخروا أقلامهم لفضح هذا النموذج الذي بات يستهدف الإنسان في كل أبعاده، وفي نظر هؤلاء فإن الأمركة هي مشروع إستعماري جديد لا يختلف عن الإستعمار الأوروبي القديم، لكن بأساليب جديدة. من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله بيان السبل التي بإستطاعة العرب والمسلمين الذين يعانون من الهجمة الأميركية والتي وضعها بالصليبية على الأمة العربية الإسلامية، بإستطاعتهم من خلال تلك السبل المقترحة الخروج من هذا المأزق الأميركي، عرض المؤلف تصوراً لطرق تلك الهجمة الأميركية الصليبية من داخلها أو بالتحالف مع قوى أخرى خيرة في العالم من خلال حوار الأديان والحضارات، مضيفاً بأن هذا ليس كافياً لنجاح هذه المواجهة إذا لم يقم المسلمون والعرب بتأسيس وبناء مشروعهم الحضاري الخاص بهم والذي يمكن أن يكون بديلاً إنسانياً لنموذج الأمريكي المتهاوي واللاإنساني، فهذا التخطيط الواعي من قبل الأعداء… وهذه الشراسة الهمجية في العدوان، والوضوح في الإستهداف يستدعي من الأمة العربية الإسلامية ردّاً بمستوى الخطر الجسيم الذي يتربص بها، وهذا لا يكون إلا بمشروع نهضوي شامل يتم التأسيس له من أتون المعركة المفتوحة مع العدد، ومن خلال إدامة الإشتباك معه بمختلف الأشكال الممكنة أو الممكن إبتكارها.