| | |

كتاب سياسة ما بعد الحداثية لـ ليندا هتشيون

حول الكتاب
واضح من عنوان الكتاب الذي هو سياسة ما بعد الحداثة، أن مؤلفته ليندا هتشيون رمت إلى إنشاء علاقة قوية بين مذهب ما بعد الحداثية والسياسة، فالأعمال والكتابات، سواء أكانت أدبية أو فنية أو تاريخية أو أيديولوجية، بأنواعها كافة، ليست بريئة من التدخل السياسي، بصورة من الصور وبطريقة من الطرق، فالأدب ليس للأدب، ولا الفن للفن، ولا الكتابة لمجرد الكتابة. أما بداية ظاهرة المابعد حداثية -بحسب المؤلفة، فكانت في الستينيات من القرن الماضي، وكانت بداية عامة وغامضة.
تجدر الإشارة، ومنذ البداية أيضاً، إلى أن السيدة هتشيون تقر بأن تعريف هذه الظاهرة غير موحد. وقد استشهدت هي ذاتها بكتاب براين ماك هايل الذي يقول ما معناه إن كل ناقد له ما بعد حداثيته الخاصة، وهو ينشئها بطريقته الخاصة، وذلك انطلاقاً من زوايا نظر مختلفة. ويضرب ماك هايل أمثلة على ذلك، فيذكر جون بارت والأدب، وتشارلز نيومان، وأدب اقتصاد التضخم، وجان -فرانسوا ليوتار، والكلام على الشرط العام للمعرفة في نظام المعلومات المعاصر، وإيهاب حسن في طريق التوحيد الروحي للبشرية… الخ.

وترفض هتشيون فكرة السعي إلى إيجاد تعريف جامع مانع لنظريات المابعد حداثية كلها، وترى أن ذلك سيؤدي إلى “زيادة البلبلة ويسهم في النقص الواضح في معنى اللفظ واتساق استعماله”.

كما تشير إلى وجود معسكرين متعارضين لما بعد الحداثية: فهناك الخصوم الجذريون، والمؤيدون أحياناً. ويتألف المعسكر الأول الذي يعتمد أسلوب التهكم الخبيث المتصاعد إلى الغضب السريع من “المحافظين الجدد اليمينيين، والوسط الليبرالي، واليسار الماركسي.

في خاتمة كتابها، تدافع السيدة هتشيون عن ظاهرة المابعد حداثية، فتنفي أن تكون مجرد أسلوب مضى وانقضى مع القرن العشرين، “فهي تشمل أيديولوجيا التمثيل أيضاً، وبالضرورة، ومن ذلك تمثيل الذات”.

وترد على من نادى بانتهاء زمان الما بعد حداثية بالقول: “وحتى لو انتهت الما بعد حداثية، فإنه يمكن القول، وبلا زلل، إنها ظلت فضاء للجدل”.

وتضيف فتول: “إن كل شيء، ابتداءً من تكنولوجيا الاتصالات، إلى مذهب التعددية الثقافية، يتدفق تدفقاً لا مهرب منه، من الثقافة الهامة لما بعد الحداثية إلى أجزاء ما بعد الحداثية الإستطيقية”. وتجدر الإشارة إلى أن كتاب السيدة هتشيون كله ركز على ما بعد الحداثية كظاهرة استطيقية، وبخاصة في القصة الخرافية الذاتية الخيالية والتصوير الفوتوغرافي.

وفي خاتمتها تتحدث هتشيون عن التدويل ما بعد الحداثي والصدام ما بعد الاستعماري. وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن الكتاب مليء بالأمثلة والاستشهادات والاقتباسات من مؤلفات مشاهير الحداثويين من الرجال والنساء، فهو لذلك يعتبر من الكتب القيمة التي تستحق القراءة وتغني التفكير النقدي والثقافة بوجه عام.

نبذة الناشر:
“أرى أنّ تأمّلات ليندا هَتْشيون في ما بعد الحداثية تكوّن نظرةً أصيلة ودقيقة الملاحظة إلى الموضوع”.
“كتاب ما بعد الحداثية يلقي ضوءاً قوياً على سمةٍ من سمات المذهب المابعد حداثي، وهي، تحدّيه لأعراف التمثيل”.

“…يدعو كتاب ما بعد الحداثية إلى تفهم واسع لمقاصد الفن ولنظرية المابعد حداثيين…ويقدم اقتراحات حول دور المابعد حداثية في ابتكار شروط العمل الاجتماعي والسياسي، والاستعداد له”.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *