|

كتاب شعر سعدي يوسف – دراسة تحليلية لـ د. امتنان عثمان الصمادي

BORE01 724

كتاب شعر سعدي يوسف – دراسة تحليلية


المؤلف                    : امتنان عثمان الصمادي

اللغة                       : العربية

دار النشر                :المؤسسة العربية للدراسات والنشر

سنة النشر             : 2001

عدد الصفحات        : 325

نوع الملف              : مصور

وصف الكتاب
العالم الشعري عند سعدي يوسف لا يفتح أبوابه بسهولة للقارئ والدارس معاً. فالمغامرة الشكلية التجريبية، وبخاصة في المراحل المتأخرة من شعره، يمكن أن تصدّ الدارس الذي يطلب الراحة والقارئ الذي ينشد متعة جمالية غير مؤجلة. إنه عالم ملتبس ومليء بالمفارقات حين يؤخذ مرة واحدة في جملته.
فهو يفصح أحياناً عن خطاب أيدولوجي صارخ، يتاخم لغة البيان السياسي، وأحياناً أخرى يكاد أن ينغلق داخل رموزه، فيحيل ذاته ويكف عن التعدي إلى مرجع مشترك. وكسر العادي المألوف حتى نقول إنه قطع نهائياً مع الذاكرة الدلالية العامة للغة، ثم يغرق في العادي المألوف حتى نتساءل عن مكان الشعرية. يلتقط التفاصيل من مشاهد الحياة اليومية بخبرة مصور فوتوغرافي لا يطلب غير تجميد المشهد ولحظته أملاً في مراجعته واستنطاقه في وقت تالٍ، ثم يخرج منها إلى الذهني المجرد مستدعياً ذخيرته الثقافية الخالصة. يحاور الرموز المحلية والشعبية في مقهى مهجور، وما يلبث أن يسقط الفواصل الجغرافية والثقافية بينها وبين رموز مستعارة من ثقافات ومدن أخرى بعيدة.
يتوزع بين النخلة المنتصبة على ضفاف دجلة بكل حضورها الحسيّ والوجداني، وبين الأفكار القادمة من الكتب الأجنبية المصفوفة على منضدة في غرفة صغيرة منعزلة، يلغي الحدود بين الحواس متى نرى لون الصوت ونسمع صوت اللون. يوظف القيم والأشكال البصرية على الصفحة حتى تتداخل سيمياء الفنون التشكيلية وسيمياء الفن الشعري، يفجع أصوليي الواقعية الاشتراكية بشكلانية منغلقة، مثلما يفجع التصنيف، ويتماهى تجواله في المدن مع تجواله في الأشكال المتنافرة. ولعل هذا ما أراده، ولعل هذا أيضاً ما جعل الباحثين ينصرفون عن دراسة شعره بالقدر الذي يتناسب مع غزارة إنتاجه. إلا أن الدكتورة امتنان العمادي قد أخذت على نفسها هذه المهمة الصعبة حين اختارته موضوعاً لهذه الدراسة التي استحقت بها درجة الدكتوراه في الأدب العربي. وقد استعانت على طريقها الشائك بعناصر من الأسلوبية الحديثة. وتجنبت الوقوع فيما تقع فيه الدراسات النقدية التقليدية من الوصف الانطباعي أو الانشغال بالمضامين والرسائل السياسية على حساب النظر في البنى والأشكال. ولكنها في الوقت نفسه لم تختزل النص الشعري إلى مداول ومخططات شكلية لا تفصح عن رؤية، ولا تشف عن رسالة. ففي مقاربة “الشيفرة” الأدبية والشعرية يتقدم السؤال عن كيفية التشكيل على السؤال عما يريد الشاعر قوله.
ولكن هذا لا ينبغي له أن يفضي إلى التعامل مع لغة النص بوصفها مادة صماء ليس لها قيمة إيصالية: وجدانية ومعرفية معاً. كما حاولت الباحثة جهدها أن تتجاوز ثنائية النص والسياق، وهي إشكالية ينقسم فيها النقاد المحدثون. ومن جهة أخرى اجتهدت الباحثة في أن تفرق بين النظر في عناصر “الشيفرة” الشعرية العامة، في بعدها الموضوعي، كما تمثلت في النصوص، وبين القراءة التأويلية في بعدها الذاتي، وإذا كانت العملية النقدية لا تستوي إلا بالجمع بين النشاط التأويلي وإصدار الأحكام، فقد نجحت الباحثة، من الوقوع في مأزق الانحياز المسبق والمطلق إلى الشاعر، موضوع الدراسة، أو الانحياز ضده. وكل ذلك أصغى على البحث قيمة علمية هامة.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب  

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *