|

كتاب عتبة الألم – رواية لـ حسن سامي يوسف

حول الكتاب
ربما كان متاحاً لـ «عتبة الألم» أن تقرأ قراءة مغايرة لو لم يذيل غلافها بعبارة استهلالية: «رواية في خمسة مشاهد وعديد المشاهدات» ما يعني أن مؤلف «الفلسطيني» اختار أنه يقدم للقارئ رواية، وبالتالي فهي خاضعة لكل معايير القراءة الروائية. فمنذ الصفحات الأولى يتخذ يوسف صفة الراوي متحدثاً عن توقيعه على بيان الـ99، الذي صدر في عام 2000 «من أجل تفادي أوضاع كارثية قد تقع في البلد عاجلاً أو آجلاً» وبذلك يكون الفلسطيني الوحيد الموقع على بيان لمثقفين سوريين، متخذاً من الحكاية مدخلاً للحديث عن الازدواجية التي راح يشعر بها الفلسطيني السوري منذ مطلع 2011، مؤكداً بذلك على سوريته، وأحقيته برواية مشاهداته خلال خمس سنوات ونصف من الحرب. بعد ذلك، ستتوالى المشاهد، موزعة على تواريخ تذيل كل مشهد دون تتابع زمني، ولكنها محصورة بنطاق يمتد من شباط (فبراير) 2014 إلى شباط (فبراير) 2016.

“مخيم اليرموك ليس قطعة من الجنة، والجنة ليست قطعة منه. إنه ليس مجرد حي دمشقي ــ كانت ــ تعيش فيه أكثرية فلسطينية وأقلية سورية. هذا المكان من الأرض ليس مجرد جغرافيا، رغم كونه أكبر مدينة فلسطينية في العالم.. إنه تاريخ في المقام الأول”. هكذا يتكلم يوسف عن اليرموك، وهو ابنه الذي راقبه منذ تأسيسه آخر الخمسينيات، مروراً بانفجاره العمراني وانتهاء عند مآله المأساوي في الحرب السورية. في غمرة الأحداث العظام التي شهدها مخيم اليرموك في السنوات الخمس الأخيرة، ضاعت الكثير من التفاصيل الخطيرة التي أصابت المخيم في بداية الانفجار السوري، وألحق به ما ألحق كمكان فلسطيني، ومنها ما يستذكره يوسف في روايته عن حرق الوثائق الفلسطينية “من الذي أحرق سجلات الفلسطينيين في مخيم اليرموك؟ يقول بعضهم: عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي هم من تكفلوا بالمهمة. وأنا أقول هذا جائز. ولكنني أحب أن أبشر الموساد بالآتي: إنني أملك وثائق لا تثبت وجودي على الأرض، ولكنها تثبت ما هو أهم من ذلك. تثبت أن ملكية هذه الأرض تعود لي أنا. لست أتحدث هنا بالمجاز. لا أبدا. بل أتحدث بالمعنى المباشر للفظة: الملكيّة”. كذلك يوثق يوسف لأكثر من حادثة تخص اليرموك ودمشق، ومنها أولى القذائف التي انهمرت على المخيم في رمضان 2012. وانطلاقاً من سؤال المتنبي الذي يستشهد فيه يوسف “أطويل طريقنا أم يطول”، يسأل النص عن مخرَج الفلسطيني اليوم في غمرة تطرف الأخوة وعدائهم بعضاً لبعض، أين مفر كل اللاجئين الفلسطينيين الذين رسموا سفْر الخروج من اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية في سورية؟ إنه الهجرة إلى الشمال، السفر مرة أخرى، فـ “السفر عند الفلسطيني خيار إلزامي، لأنه، وباختصار، بديل الموت اليتيم. إنه الباب الوحيد الذي بقي ليس مفتوحا، بل مواربا وحسب، وهذا الباب لا ينفتح على أي مطرح غير التيه”.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *