2011 | إيمي شوا | العلوم السياسية | فكر سياسي
كتاب عصر الإمبراطورية “كيف تتربع القوى المطلقة على عرش العالم وأسباب سقوطها” لـ إيمي شوا
كتاب عصر الإمبراطورية “كيف تتربع القوى المطلقة على عرش العالم وأسباب سقوطها”المؤلف : إيمي شوا اللغة : العربية دار النشر : مكتبة العبيكان سنة النشر : 2011 عدد الصفحات : 523 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
يعلمنا التاريخ أن القوى المطلقة لا يمكنها الإستمرار إلا إذا ضمنت ولاء الشعوب الأجنبية التي تسيطر عليها – أو على الأقل – إذا استطاعت استمالة هذه الشعوب ؛ ولم تكن القوة العسكرية الصرفة أبداً كافية لتحقيق هذه الغاية . طرحت روما الأمبراطورية نموذجاً ربما كان الأفضل بين أي نماذج نماذج أخرى ، عن نجاح قوة مسيطرة عالمياً في الحصول على دعم قطاعات رئيسة من الشعوب المحتلة ، وجذبها إلى مدارها بصورة أكثر فاعلية مما يمكن لقوة السلاح أن تفرضه . قدمت روماً عرضاً غير مسبوق مقارنة بمثيلاتها من الأمبراطوريات القديمة ، على الشعوب ، ذات الخلفيات المختلفة والمتشعبة ، والمنضوية تحت سلطتها إذ عرضت عليها الإنتماء السياسي إلى روما ، بالإضافة إلى تقديم حزمة ثقافية لهذه الشعوب ، وقد كان لذلك وقع إيجابي كبير . تقوم الولايات المتحدة بالشيء نفسه في هذه الأيام ؛ فهي تطرح على هذه الشعوب حزمة ثقافية – عارضات أزياء رائعات الجمال ، وسلسلة مقاهي ستاربك ، وعالم ديزني ، وشطائر البرغر المزدوجة ، والكوكاكولا وغيرها – لها وقع إغرائي هائل على الملايين ؛ بل المليارات من البشر حول العالم . لكن روما كانت تتمتع بمزية إضافية ؛ فقد جعلت من الشعوب التي فتحتها وسيطرت عليها جزءاً من الأمبراطورية الرومانية ، أصبحت شعوب بريطانيا وشرق أوروبا وغرب افريقيا المهزومة من رعايا – وفي حال النخب من الذكور ، من مواطني – أعظم قوة على الأرض حينها ، في عصر النهضة في إيطاليا ، لاحظ نيكولومكيافيللي بشكل لافت أن روما ” دمرت جيرانها ” وأنشأت على أنقاضهم أمبراطورية عالمية من خلال ” إشراك الغرباء بكل حرية في امتيازاتها ومفاخرها . لكن الولايات المتحدة ليست روما ، الديمقراطية الناضجة الأولى التي أضحت قوة تسيطر على العالم ، أي الولايات المتحدة ، لا تحاول ، بل تريد تحويل الشعوب الأجنبية على رعايا ، وبالتأكيد لا ترغب في جعل أفراد هذه الشعوب مواطنين فيها . عندما تتحدث حكومة الولايات المتحدة عن بسط الديموقراطية على الشرق الأوسط ، فهي لا تفكر في منح العراقيين أو السوريين حق التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة . النتيجة المليئة بالمفارقة ، والتي تطبع الدور المزدوج الذي تؤديه الولايات المتحدة بصفتها قوة مطلقة نصبت نفسها نبراساً للحرية والديموقراطية على الصعيد العالمي ، تتمثل بالشعور العارم بالعداء لأمريكا . اليوم تواجه أمريكا مليارات من البشر على امتداد العالم ، أكثرهم من الفقراء الذين يرغبون في أن يصبحوا قبل الأميركيين ، لكنهم يرفضون أن يكونوا تحت إبهام أمريكا ، أناس يرغبون في أن يلبسوا ويعيشوا على الطريقة الأمريكية ، إلا أن السفارات الأميركية ترفض منحهم سمات دخول إلى أمريكا ؛ أناس تقول لهم أمريكا إنها تمثل الحرية لكنهم لا يرون في أمريكا سوى القوة التي تسعى فقط لتحقيق مصالحها . أولئك المنادون بأمبراطورية أمريكية دائماً ما يستحضرون عظمة ونجاح الأيقونة الرومانية ، ولكن كما آمل أن أبيّن لاحقاً ، أرى أن أمريكا الحديثة في علاقاتها بالعالم الذي تسيطر عليه هي نموذج مكرر أحمق ، وأقرب بكثير إلى الأمبراطورية المغولية ” البربرية ” منه إلى نموذج روما [ … ] هي رؤية .. أو قل وجهة نظر للمؤلفة أيمي شواذات الأصول الصينية ، والتي ترعرعت في أمريكا ، وكادت أن تنصهر في بوتقة المياه الأميركية فحازت هي وعائلتها على مكانة علمية مرموقة ، نتيجة لامتلاكهم ناصية الإبداع كلٌ في مجاله .. ولكنها على الرغم من ذلك عاشت تلك التناقضات المتمثلة في النزعة العرقية التي تنخر جسد تلك الأمبراطورية الأميركية والتي ترى أنها ستؤدي إلى انهيارها . وهذا ما دفعها إلى المضي في بحث هذه الظاهرة الملفتة والتي تتمثل في المعطيات الإجتماعية والسياسية والعرقية التي تتيح لبعض القوى المطلقة التربع على عرش العالم .. ولكن ما تلبث أن تؤول إلى الإنهيار والسقوط والتلاشي .. من هذا المنطلق سعت المؤلفة إلى تكريس هذا الكتاب ليكون أولاً لفتة تقدير وعرفان لمبدأ التسامح في أميركا الذي وبالرغم من كل عيوبه – كان هو ما جذب والديها إلى هذه البلاد ، وجعل من الممكن لعائلتها أن تحسن أوضاعها بشروطها .. ولكن وفي نفس الوقت فإن هذا الكتاب يمثل بالنسبة لها صرخة تحذير .. النقطة التي شكلتا المدخل للنقاش والمتمثلة في أن التسامح كان دائماً السر الحقيقي وراء نجاح أميركا .. ومن المفارقات أن تشكّل ممارسات أميركا العرقية ، اليوم وأكثر من أي وقت مضى خطراً وحجرة عثرة في طريق صعودها الذي يؤذن إلى الهبوط والإنهيار . إلى جانب ذلك ، ومن زاوية أخرى ، فإن هذا الكتاب يدور حول الصراع بين ” النقاد ” العنصري من جهة ، وبين التعددية العرقية من جهة أخرى ، حيث أن لكل منهما إغراءاته وفاعليته .. إنه وبعبارة أخرى دراسة حول السلطة – السلطة الهائلة – والأسباب التي تهيء لبعض المجتمعات حيازتها والمحافظة عليها ، مما استدعى الإيغال في عصر القوى المطلقة التي سادت في العهود الماضية : الفارسية ، الرومانية ، الصينية ، المسيحية ، الإسلامية ، الإسبانية ، الهولندية ، العثمانية ، المغولية ، البريطانية ، الهولندية ، وأخيراً الأميركية ، حيث تمحورت الدراسة حول أسباب تربّع هذه القوى على العرش وأسباب سقوطها .