| |

كتاب علم الأمراض العقلية وطرق علاجها لـ د. إبراهيم محمد

وصف الكتاب

لا يكاد المرء يستقر إلى العمل بمصحات الأمراض العقلية والانصراف إلى ملاحظة نزلائها عن كثب حتى يؤخذ بصفة خاصة بعدد غير قليل منهم ، يبدو سلوكهم لأول وهلة على كثير من الصحة والسواء ولا تتفصح حالتهم العقلية عن أي من تلك المظاهر النوعية التي لا تخطئ في دلالاتها على الاضطراب العقلي.
وإذا يمتد المرء ببصره إلى خارج جدران المصحة فإنه ليرى عددا كبيرا من الناس المتفوقين في العمر والمرتبة الاجتماعية، ممن لا تستقيم حياتهم على سواء ولا تسير إلى نضوج ولا تستقر إلى هدف ، وإنهم ليقطعون حياتهم في تخبط عشوائي لا يعرفون معه التبعات الناضجة ولا يتقيدون فيه بأي التزام اجتماعي. ويظلون أبدا عنصر هدم وإيذاء لأنفسهم وللغير.
هؤلاء قلما يعني أحد ببحث علتهم ، بل قلما يدرك أحد أن بهم علة على الإطلاق؛ وإنهم ليدرجون من ذوي السلوك العدواني أو السلوك المشكل حيناً ، ومع أصحاب النزعات الإجرامية المطبوعة حيناً آخر.
فإذا أراد الباحث أن يستهدي في بعض ما غمض عليه من أمر هذه المشكلة, فسيصير – على وفرة ما يلقي- من غموض إلى غموض: وسيرى الخلط والإبهام والاضطراب تعم هذه المشكلة في تحديدها وفي تعليلها وفي علاجها، بل و كل ما يمت إليها ويتصل بها.
هذه هي الحالة السيكوياتية التي يخلطها البعض آنا بالمرض العقلي كما يعرف في إفصاحه النوعي المألوف، ويعدها البعض الآخر مرادفاً للسلوك الإجرامي كيفما يتبدّي؛ ويجعلها البعض عنوانا لفساد التربية والانحلال والتدهور وترخص القيم والمبادئ الخلقية.
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *