|

كتاب عودة الروح لـ توفيق الحكيم

حول الكتاب
لم تكن أبدا مجرد رواية بها بعض الأحداث التى تدور في بيت ملئ بالشخصيات المنفردة في صفات كل منها ولم تكن قصة حب محوره تلك الجارة الشابة الرقيقة وما يدور حولها وفي فكلها من إشتياق ولوعة وغزل ومعاكسة، إنما هذه الرواية التى كتبها رائد الرومانسية “توفيق الحكيم” كان رواية شعب بأسره تمثل في أفراد تلك الأسرة التى جمعها نفس المشهد في بدايتها ونهايتها. شعب إجتمع على شئ واحد، إلتف حوله وتغلفت فيه روح الجماعة حتى صار فرداً واحداً لا يتجزأ ولا ينفصم عن بعضه. كما كانت رواية “أسرة” تمثلت فيها صفات الشعب المصري عندما مرت بمحنة كما يمر الشعب بمرحلة مخاض عاشها عام 1919م ، فتولدت جسدا واحدا عادت اليه الروح فتخللت جمع أعضاءها بدون إستثناء ، وكما إلتحمت الأسرة التحقت بالشعب وإلتفت الجميع حول معبود واحد كما اعتاد منذ فجر التاريخ، كما رأينا في مشاهد عدة تجوب التاريخ طولا والحياة عرضا. بدءاً من كلمات وسطور كتاب الموتى لدى المصريين القدماء، وفي صورة الفلاحين بجلابيبهم الزرقاء كالسماء حول سنابل القمح وحتى وجوه المصريين الملتفة حول زعيمهم “سعد زغلول” دائما وفي كافة المشاهد يصير الكل في واحد. تجمعهم المحنة وتعود الروح تتلبسهم من جديد عندما يجدوا المعبود انها رائعة “توفيق الحكيم” التى تسكن صفحلات هذا الكتاب تاخذنا إلى تلك الفترة التاريخية بمشاعرها محلقة بنا في سماوات أرحب بكيثر من مرجد قراءة لها كحدث تاريخي وعنه ذاكرة اليام إنما تقدم لنا في سطورها تصوير عميق للإنسان المصري متمثلا في فرد وفي أسرة وفي شعب.
الرواية تنبأت بثورة يوليو قبلها بثلاثين عام. تحدثت عن فكرة القائد او الثوري الذي يجمع الشعب من حوله ليغير ما طرأ علي مصر من سوء العامل المشترك بين جميع الشخصيات هو “مصريتهم”. مهما اختلفت المهنة او الطباع تجد السمة المصرية بروحها تكاد تقفز بين السطور حتى اننى لاحظت تشابه بينى وبين كل الشخصيات فى صفة او اكثر. مهما تقدم العمر بالشخصية تجد تلك الروح المرحة التى لا تلبث ان تمر بموقف ما حتى تحوله لمزحة وترمقه بعين السخرية المصرية البسيطة,التى لا يشوبها ازدراء او حنق او مقت.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *