| |

كتاب فاتحة لنهايات القرن لـ أدونيس

a95ff 15
كتاب فاتحة لنهايات القرن : بيانات من أجل ثقافة عربية جديدة


المؤلف                    : أدونيس

اللغة                       : العربية

دار النشر                :دار العودة

سنة النشر             :  1980

عدد الصفحات        : 346

نوع الملف              : مصور

حول الكتاب
أقرأ في “لسان العرب”: معنى كل شيء: محنته، وجاله التي يصير إليها أمره”، وأقرأ: “معنى كل كلام مقصده والإسم: العناء”، هوذا، نعيش المعنى: نعيش العناء والمحنة، لا المحنة التي تنشر المعنى، بل التي تطويه، لا تلك التي تتيح تقليبه، وتفتيقه، أو تغييره، بل تلك التي تُفْلقه، وتجدّده، وتثبته.

والحياة المتاحة هي مجرد إستحياء، والفرد فيها كمثل أسير يستحيا، والبقاء، مجرد إستبقاء… لماذا لا نرى من المعنى إلا العناء والمحنة؟ لماذا لا يعلمنا إلا ما يمحو الفرح، والغبطة، والبهجة، والسرور، والنشوة؟ لماذا لا يتيح لنا أن نتكلم؟ ولن نتكلم فوق العالم، أو ما وراءه، أو ما حوله.

سنتعلم تمته – تحت أشيائه، ولن نصعد إلى أيّ جبل، بل سنبقى في السهل، في مستوى التراب والعُشب، لماذا لا يسمح لنا أن نعطي للأشياء، لساناً آخر، وصوتاً آخر، لكي تعرف كيف نعيش معها؟… هل يمكن أن يلبسنا أحد حبة أخرى ينسحبها من رؤوس الشجر، وسيقان العشب؟ هل يمكن أن ندير ظهورنا للمفلق ولما يُنْلق، ونمنح صدورنا لما يتفتحَّ ويَفْتَح؟…

“ومن شدة الظهور الخفاء”: ربما كان الغياب الساحق للمعنى، ناتجاً بالضبط عن حضوره الساحق، يا للحضور الذي عجب الحضور! يا للحضور الذي يخلق المسافات العازلة: مسافة المحنة، مسافة العناء، مسافة الغياب؛ إحلال الشهوة محل الفكرة: تلك هي الخاصية الأساسية لأولئك الذين لا يزالون يعيشون على الفتات الإيديولوجي السياسي، في الثقافة العربية.

وعندما تصبح الشهوة أساساً ومعياراً، يغيب الوعي، ويغيب معه التحليل والفهم، تحلّ الرغبة في الشيء محل الشيء نفسه، تصبح الرغبة هي نفسها الواقع: لا ينظر إليه إلا بوصفة مادة تتحول سحرياً وفقاً لهذه الرغبة، هكذا لا يتردد أولئك الذين يُحلّون شهواتهم ورغباتهم محل الفكر ومحلّ الواقع، من حسبان المثلث، مثلاً، مربعاً، والخط المستقيم خطّاً منحنياً، أو العكس، لا يعود همهم أن يقنعوا خصومهم، بل أن يقمعوهم، ولا أن يحاوروهم، بل أن “يأكلوهم”.

الخصم المختلف عنك في الرأي، هو في المجتمعات الحية، والثقافة الخلاقة، عنصر تثقيف، وإضاءة، وتكامل، هو جزء من الحقيقة؛ وهو، إذاً، عنصر إغناء، غير أن الخصم بالمختلف، هو بالنسبة إلى هؤلاء، عدوُّ يرون فيه حائلاً دون تحقيق شهواتهم ورغباتهم، ولذلك لا بد من القضاء عليه…

إن مثلهم العليا لا تنهض إلا على “الجريمة”؛ ومن هنا، لا يرون من في من يخالفهم إلا “خائناً”.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *