| |

كتاب فعاليات إدارة الأزمات والكوارث لـ علي عبد السلام

وصف الكتاب

إنه من المطالب الرئيسية في الإدارة الكفاءة لدى القائد، والفاعلية في اتخاذ القرارات وإنجازها، والأمر لا يتوقف عند القائد أو المدير فقط؛ فالفرد الطبيعي يجب أن يدير حياته الخاصة في جميع شئونها بهذه الكيفية، ولا شك أن الحكم على نجاح أي منظمة أو مؤسسة بنجاح إدارتها، وقيادتها، فالإدارة الناجحة والقيادة الرشيدة، تحمي مؤسساتها من مخاطر وويلات الأزمات والكوارث.
– وإن موضوع إدارة الأزمات والكوارث في حياتنا جد خطير، وجدير باهتمام الباحثين في كل بقاع الأرض؛ إذ إن التكنولوجيا المصاحبة لهذا العصر، والتي وصلت إلى هذه التقنيات العالية والتي نشاهدها في حياتنا، لم يستخدمها الفرد السوي في حياته فقط؛ بل استخدمها أصحاب القلوب المريضة والتي فهموا آلياتها وتقنياتها؛ فأصبح المجرم في هذه الأيام والذي استوعبه تلك التقنية، يتفنن في إدارة جرائمه حتى أصبح في بعض الأوقات بمنأى عن مطاردة رجال الأمن؛ ذلك أن المجرم في مثل هذه الجرائم لا يقوم بجريمته أمام مرأى وأعين الناس؛ بل على حاسوبه في مكان لا يراه أحد من البشر، وينفذ جريمته بأعلى تقنية، ويستطيع من خلالها أن ينفذ إلى أي مكان في العالم من خلال هذه الشبكة المعلوماتية، فأصبحنا نرى جرائم التزوير الوثائق المعلوماتية واختراق الشبكات والبرامج في الشركات الكبرى، والحصول على أدق التفاصيل لتلك الشركات بدون بذل الجهد الكبير الملموس والذي كان يسهل اكتشافه من أقل ما يمكن من الحيطة والحذر لدى القائمين على هذه الشركات.
– وإن تلك الأزمات والتي قد تحدث بسبب هذه التقنيات لم تتوقف عند هذا الحد فقط؛ بل تنوعت واختلفت أساليبها وطرق القيام بها؛ وكذا اختلفت في نتائجها، فمن تلك الأزمات ما حدث في عمليات السطو التي حدثت في تلك الآونة الأخيرة من الشبكات المعلوماتية، والذي استطاع الجاني من خلال لعبة واحترافه على هذه الشبكات الوصول إلى شفرات تلك الشبكات وفك رموزها بل واختراقها، وهذه الجرائم تعج بها الصحف والمجلات الدولية والعالمية في هذه الأيام.
– وإننا إذ بصدد معالجة تلك الكوارث والأزمات، فإننا لن نتناولها من الناحية النظرية، فلقد امتلأت الكتب والأبحاث، بمجهودات عظيمة من الباحثين من حاولوا معالجتها، بل وركزوا على كيفية حمايتها وصيانتها، ولكننا معنيون هنا بتلك الإدارات من الناحية العملية والتي ربما ما تأخذ للحيطة جانبا في حياتها وهي بذلك تؤدي إلى ضياع مؤسساتها ومن هم تحت رئاستها وقيادتها، وعلى هذا فقس….
– وما من أزمة أو كارثة لحقت بأي مؤسسة إلا وبدأت من هذا الخلل الذي لحق بقيادة تلك المؤسسة، وسواء كان هذا الخلل متمثلا في الأنانية وحب الذات وإيثار المصالح الشخصية على الجوانب العامة، وعدم وجود الكفاءات المخلصة التي تسعى إلى تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.
– ولذا سنحاول في بحثنا هذا أن نلقي الضوء على جوانب الإدارة الناجحة وكيفية معالجتها للأزمات والكوارث قبل حدوثها وأثناء حلولها، وكيف يمكن الوصول بتلك القيادة إلى أعلى مستوى من الحيطة والحذر والذي يستطيع القائد من خلاله أن يحمي مرؤوسيه من أي مخاطر محتملة، اللهم إلا إذا كانت الأزمات والكوارث غير متوقعة كحدوث الزلازل والفيضانات والبراكين مثلا.
– وإننا إذ نحاول بهذا البحث إلقاء الضوء على فعاليات الإدارة في مواجهة الأزمات والكوارث؛ فإنه يجب أن نفرد لها فصلا مستقلا أسميناه بالمفهوم العام للإدارة وماهيتها، والإدارة النموذجية سواء كانت الفردية أو الجماعية، ثم بعد ذلك سنتكلم عن مفهوم الأزمة وسبب حدوثها وكيف يمكن تفاديها، أو التقليل من أخطارها، وكذا الكوارث وما ينتج عن ذلك من نتائج في النهاية يستخلصها الباحث من كيفية مواجهة الأزمات والكوارث والذي يسعى الباحث سعيا حثيثا بمشيئة الله حول إثباته…
 

كتب ذات صلة

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *