| |

كتاب فكر حركة الاستنارة وتناقضاته لـ د.عبد الوهاب المسيري

حول الكتاب
أصبحت كلمة ” أستنارة ” ، مؤخرا ،كلمة محورية في الخطاب السياسي والفلسفي العربي. وقد يكون من المفيد أن نعلق على ما حدث للمصطلح فى السياق العربي. ولنا أن نلاحظ ما يلي:- تعريفات الاستنارة في الأدبيات العربية تعريفات عامة للغاية ، فمن الواضح أن صورة النور المجازية هذه ليست من إبداع العقل العربي العلماني ، وإنما هي صورة استعيرت من التراث الغربي، وتقدم حركة الاستنارة إلىالقارئ العربي على أنها مجموعة من الأفكار الجيدة التي سيؤدي تبنيها إلى إصلاح حال البلاد والعباد ، والفكر العلماني ليس منفتحا بما فيه الكفاية على كل الحضارات الأخرى فحدود العالم – بالنسبة له- تنتهي عند العالم الغربي، ولذا فهو لا يعرف شيئا عن الاستنارة فى الصين مثلا وابتداع العقل الغربي صورة الاستنارة المجازية في القرن الثامن عشر حينما كان العلم الحديث لا يزال غضا وليدا. وبعد أربعة قرون من الاستنارة ، اكتشف الإنسان الغربي أن الأمور ليست بهذه البساطة ، لأنها لو كانت لكنا قد قضينا على الشر والأشرار (أو على معظمهم على الأقل ) منذ زمن بعيد، ولما ظهرت في العالم الغربى(الذى طبق مثل الاستنارة منذ أمد بعيد) حركة عنصرية كاسحة في القرن التاسع عشر ، وتشكيل إمبريالي شرس أباد الشعوب وأذلها ، ولما أندلعت حربان عالميتان (غربيتان)، ولما ظهر الحكم الإستاليني والنازي اللذان لم يدمرا العقل وحسب بل دمرا الروح والجسد ولما ظهرت حركات ثورية تدافع عن الإنسان وتحولت إلى حكومة إرهابية تبيد الملايين ، ولما وجدنا أنفسنا في مدن إيقاعها لعين نسير في طرقاتها نتلفت من حولنا، ولما استيقطنا في الصباح نسأل عن أخبار التلوث والانفجارات النووية والتطهيرات العرقية والرشاوي وعمولات السلاح والفساد والإباحية والإيدز وأخبار النجوم وفضائحهم ومعدلات تفكك الأسرة ومدى نهب الشمال للجنوب وحسابات حكام العالم الثالث في بنوك سويسرا ، ولما ظهرت حركات عبثية لا عقلانية تناصب العقل العداء وتعلن بفرح وحبورتفكيك الإنسان ونهاية التاريخ ، ولما شعرنا بالاغتراب حتى أصبح رمز الإنسان في الأدب الحداثى هو “سيزيف الذى يحيا حياة لا معنى لها” وأصبح رمز العصر الحديث هو الأرض الخراب ، ولما قضى الإنسان الحديث وقته في انتظارجودو الذى لن يحضر.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *