| |

كتاب فلسفة العلم – مقدمة معاصرة لـ أليكس روزنبرج

 
867c6 1888
كتاب فلسفة العلم

عنوان الكتاب:  فلسفة العلم – مقدمة معاصرة  

 

المؤلف: أليكس روزنبرج 


المترجم / المحقق: أحمد عبد الله السماحي وفتح الله الشيخ


الناشر:المركز القومي للترجمة


الطبعة: الأولى 2011 م


عدد الصفحات: 371



حول الكتاب:

ليس من السهل تعريف ” فلسفة العلم”، ويرجع هذا في جانب منه – كما يقول – إلى أن الفلسفة ذاتها يصعب تعريفها، ولعلنا نضيف: ولأن العلم أيضا وفي كثير من الحالات يصعب تعريفه، خاصة عندما نكون إزاء نوعيات من العلوم لم يتحقق لها من الدقة والانضباط ما تحقق للعلوم الطبيعية، أو عندما نكون إزاء أنماط من المعرفة تحاول أن تتزيا بزي العلم وهي أبعد ما تكون عنه، بل إنها في حقيقة الأمر إلى الخرافات أقرب، ومن أمثلتها تلك العلوم التي أطلق عليها المؤلف وصف العلوم الزائفة، مثل علم قراءة الكف أو التنجيم أو الطب البديل، ويلاحظ أنه من الناحية التاريخية لم يكن هناك تمييز ما بين الفلسفة والعلم، حيث ظلت الفلسفة على مدى ما يزيد على اثنين وعشرين قرنا من الزمان تقريبا تمتد من القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن السابع عشر الميلادي، ظلت طوال تلك الحقبة تنهض وحدها بالمهمة التي نهض العلم والفلسفة بعد ذلك، كل منهما، بجانب منها. ونعني بتلك المهمة محاولة الكشف بطريقة عقلية منهجية عن حقائق العالم، سواء كانت تلك الحقائق متعلقة بظواهر الطبيعة أو الإنسان، وسواء كانت متعلقة بما هو كائن أو بما ينبغي أن يكون، ومع تراكم المعرفة واتساعها ومع نمو مناهج جديدة للبحث عن الحقائق غير مجرد التأمل العقلي، بدأ البحث الذي يدور حول جانب معين من جوانب العالم يستقل بنفسه عن الفلسفة مكونا علما قائما بذاته، وفي العصور الحديثة كانت الفيزياء هي أو العلوم التي استقلت عن الفلسفة في القرن السابع عشر الميلادي، ثم أعقبتها الكيمياء في القرن الثامن عشر. حيث تفرغ كل منهما بعد ذلك إلى علوم فرعية أكثر تخصصا، وفي القرن التاسع عشر استقلت البيولوجيا، وبعد ذلك استقلت العلوم التي تنصب دراستها على الانسان سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي والتي يطلق عليها لهذا السبب العلوم الإنسانية أحيانا، كما يطلق عليها أحيانا أخرى العلوم الاجتماعية، وفي مقدمتها علم النفس وعلم الاجتماع، وكلمة علم Science مشتقة من الأصل اللاتيني Scientia بمعنى المعرفة knowledge، وهي بمعناها الأشمل أية معرفة منهجية أو ممارسة تؤدي إلى نتائج أو تنبؤات لأشياء من الممكن التنبؤ بها هذا المعنى. وقد تشير كلمة علم Scienceإلى التقنية أو الممارسة الرفيعة ذات الخبرة العالية. أما تعريف العلم بمعناه المعاصر الأكثر تحديدا، فإن كلمة Science تشير إلى منظومة من المعرفة المكتسبة بواسطة المنهج العلمي، وإلى كم من المعرفة المنظمة والممنهجة والمكتسبة عن هذا الطريق. فإذا كانت العلوم قد انفصلت تباعا عن الفلسفة كما أوضحنا في السطور السابقة، وأخذ كل منها يستقل بموضوعاته ومناهج بحثه. فما الذي تبقى الفلسفة بعد ذلك؟؟
يتبقى لها كما يقول المؤلف أنها تحاول بمنهجها العقلي – أن تحاول أن تجيب على تلك الأسئلة التي عجزت العلوم المختلفة عن الإجابة عنها حتى الآن وربما لن تتمكن من الإجابة عنها أبداً، وأن توضح أيضا أسباب عجز العلوم عن الإجابة على مثل تلك الأسئلة، خذ مثلا سؤالا مثل ماهي المادة على وجه التحديد ولماذا كانت خصائصها على النحو الذي هي عليه؟، أو خذ مثلا سؤالا مثل : ما هو العقل، وما هي تحديدا طبيعة الصلة بين المادة والعقل؟، أو خذ سؤالا مثل: ما الذي على وجه التحديد يميز الإنسان عن سائر الكائنات، وهل يختلف عنها كميا أو نوعيا، وفي هذا السياق ما هو تعريف الكم والنوع؟ وهل لوجود الإنسان معنى أو مغزى ما أم انه مجرد صدفة عشوائية من بين ملايين الملايين من الظواهر العشوائية التي يزخر بها الكون؟، وما هو معنى المعنى أي معنى كلمة معنى ؟ كذلك فإن من بين الأسئلة التي تحاول الفلسفة الإجابة عنها أسئلة تتعلق بالعلم ذاته، وفي مقدمتها ما الذي يميز المعرفة العلمية على وجه التحديد عن باقي أنماط المعرفة البشرية، ومتى يسوغ لنا أن نصف معرفة معينة بأنها تمثل علما ومتى لا يسوغ لنا ذلك ؟ وما هي طبيعة المفاهيم الأساسية التي لا يستغنى عنها علم من العلوم؟.. على سبيل المثال ما هو معنى العلاقة السببية، وهل هناك علاقة سببية أصلا، وما هو معنى الحتم، وما هي طبيعة الاحتمال والمصادفة؟، والواقع أن الطائفة الأخيرة من الأسئلة الفلسفية المتعلقة بالعلم وأمثالها هي ما يمثل فرعا مهما من فروع الفلسفة المعاصرة بوجه خاص ونعنى به فلسفة العلم، وهو الذي يحاول أن يجيب عن تلك الأسئلة المتعلقة بالعلم والتي لا نجد إجابة لها في أي علم بعينه من العلوم. فما هي العلاقة إذن بين فلسفة العلم والعلم بالمعنى قدمناه..؟
 

ملف الكتاب

 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *