كتاب فلسفة الموت والميلاد – دراسة في شعر السياب لـ عبد الرحمن عبد السلام محمود
كتاب فلسفة الموت والميلاد – دراسة في شعر السياب |
عنوان الكتاب: فلسفة الموت والميلاد – دراسة في شعر السياب
المؤلف: عبد الرحمن عبد السلام محمود
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: المجمع الثقافي، أبوظبي
الطبعة: الأولى 2003 م
عدد الصفحات: 406
حجم الكتاب : 16.7 ميغا
حول الكتاب
لم يعش شاكر السياب طويلا، ولم ينتج من الشعر مقدارا وافرا، ولكنه أصبح ظاهرة إبداعية تعاورتها أقلام النقاد والدارسين، رغبة في فك مغاليقها على الرغم من بساطتها الفنية ولجوئها إلى المباشرة أحيانا. ومن يتصفح الكتب التي ألفت عن شعر السياب، وهي نحو من خمسة عشر كتابا، أو يقرأ عنوانات الدراسات التي كتبت عنه، وهي كثيرة متناثرة في الدوريات العربية، تستوقفه رغبة بعض الدارسين في المطابقة بين حياة السياب وشعره، وكأن حياته انعكست انعكاسا مباشرا في شعره، أو كأن شعره مجرد سيرة ذاتية له. ومن ثم يندر أن يقرأ أحد دراسة عن السياب دون أن يلاحظ انصرافها كليا أو جزئيا إلى إحساسه بالغربة في بغداد بعد مغادرته جيكور، وإلى تضخم صورة المرأة لديه نتيجة فقدانه أمه وجدته.ولعل هذا ما شجع بعضا آخر من الدراسين على تحليل شعر السياب انطلاقا من مدرسة التحليل النفسي، وجريا وراء عقدة النقص دون غيرها. ولم يكن كتاب الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد السلام محمود الذي نمهد له بهذه الأسطر بعيدا عن المطابقة والملاحقة أثر المرأة في شعر السياب، ولكنه نحا في تفسير هذين الأمرين منحى آخر استند فيه إلى قطبي الموت والميلاد، وهما على نحو من الأنحاء ثنائية ضدية من تلك الثنائيات البنيوية التي فسر شعر السياب استنادا إليها مرات عدة. وقد سعى الأستاذ الدكتور عبد الرحمن، مؤلف هذا الكتاب، إلى تقديم تفسيره الخاص لهذه الثنائية، بحيث عدها فلسفة أصيلة في شعر السياب، قادرة على أن تحرر الدارس من إسار المطابقة بين شعر الشاعر وحياته وإن لم تنكرها، وقادرة أيضا على أن تزجه في المضامين السياسية وإن لم يدع صاحبها القدرة على الإحاطة بها.ولم يكن هناك بد من أن تتوالى فصول هذا الكتاب وهي تلاحق المرأة والاغتراب والموت، وأن تقف بعد عند انعكاسها لغويا في المفردات والتراكيب والصور الشعرية، ذلك لأن مؤلف هذا الكتاب معجب بالظاهرة السيابية، ساع إلى تعليل إعجابه بوساطة التحليل النقدي الذي يجمع الإشارات والدلالات والظواهر الفنية في بوتقة واحدة، هي الموت والميلاد. وسواء أكانت قراءة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن وتحليلاته دقيقة شاملة معللة أم لم تكن، فإن هناك قدرا من الإعجاب لا يكاد يفارق القارئ طوال قراءته هذا الكتاب.ومسوغ هذا الإعجاب كامن في قدرة المؤلف على تقريب الظاهرة السيابية من الأفهام، وتقديم جوانبها الفنية بأسلوب نقدي لا تعوزه المصطلحات، ولا يأسره الإعجاب بالمضامين، ولا تبعده الأفكار المسبقة عن التحليل الفني الجمالي.