كتاب فهم اللغة : نحو علم لغة لما بعد مرحلة شومسكي
كتاب فهم اللغة : نحو علم لغة لما بعد مرحلة شومسكيالمؤلف : تيرينس موور وكريستين كارلنغ اللغة : العربية دار النشر :دار الشؤون الثقافية العامة سنة النشر : 1998 عدد الصفحات : 345 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
تعدّ الموضوعات التي عالجها هذا الكتاب، الذي ظهر للمرة الأولى في العام 1982، من أهم ما يشغل علماء اللغة في الوقت الحاضر، إذ أنها تمركزت حول نقد واستعراض الإرث العلمي اللغوي النظري الضخم الذي أنجزه وبناه عالم اللغة والفيلسوف الشهير “نعوم جومسكي” خلال العقود الأربعة الماضية في هذا القرن، اقتراح بعض الطرائق العلمية البديلة في النظر إلى اللغة، ومن ثم تقديم بعض النظريات والافتراضات في هذا الإطار ونظراً لتنوع موضوعات هذا الكم العلمي الكبير والهائل الذي يتوزع على مساحات شاسعة من علم النفس والفلسفة وعلم اللغة ونظرية المعرفة، ولاستحالة أن يلم بها كتاب واحد فقد ركز مؤلفا هذا الكتاب على علميّ النحو والدلالة لما لها من أهمية استثنائية في مجمل الإطار العام للنظرية التوليدية التحويلية في اللغة التي جاء بها جومسكي في أواخر الخمسينات والتي ما زالت تهيمن على معظم العمل المنجز في إطار علم اللغة النظري.
نبذة الناشر:
خلال الستينات وبداية السبعينات من هذا القرن كان علم اللغة النظري Theoretical Linguistics حقلاً علمياً مليئاً ببشائر النجاح والثبات والإنتاج العلمي الوافر. لقد سيطر رجل واحد على هذا الحقل العلمي المهم، ذلك الرجل هو نعوم جيومسكي Noam Chomsky.
لقد اعتقد الكثيرون بأن هذا العلم هو واحد من أكثر العلوم الإنسانية تقدماً سواء أكان ذلك على المستوى التقني أو المنهجي حيث اتصلت نتائجه بموضوعات غاية في الأهمية في مجاليّ الفلسفة Philosophy وعلم النفس psychology، مع هذا، يُعدُّ علم اللغة النظري اليوم من أكثر العلوم انقساماً على نفسه، بل إن انقسامه عميق جداً، مع اتفاق قليل وضيق على أهداف هذا العلم وطرائق البحث فيه وأن هناك النزر القليل من النتائج التي توصل إليها البحث في هذا العلم والتي لم تعد مثال اختلاف بين العلماء.
يوضح هذا الكتاب، من خلال تحليله لأصول نظرية جومسكي في اللغة، لماذا لم يتم إنجاز الهدف الذي سعى جومسكي من أجل تحقيقه وقد لا يمكن أن ينجز إلى الأبد. يقوم هذا الكتاب كذلك بتوضيح كيف أن رغبة جومسكي في جعل اللغة علماً توضيحياً تعليلياً Explanatory Science مماثلاً لأكثر العلوم الطبيعية تقدماً، قد تسببت في أن يشوّه جومسكي، بشكل خطير جداً مادة بحثه العلمي وذل من خلال قسره لأن يتخذ قالباً نظرياً لم يكن ملائماً في البحث اللغوي. ومن خلال استكشاف الفرق بين اللغة المنمّقة وبين جوهر العمل قام به جومسكي فإن المؤلفين قد قاما بإلقاء الضوء على التساؤل المحيّر التالي: كيف يمكن لنظرية محدودة في مجالها وغير ثابتة الأركان كتلك التي ابتكرها جومسكي أن تُصبح ذات تأثير ونفوذ كبيرين جداً في حقل البحث اللغوي؟
مع هذا، فإن هذا الكتاب لا يُعدُّ كتاباً سلبياً في معالجته للموضوعات التي أشرنا إليها في أعلاه، فعند توضيحنا لجانب القصور في النماذج النظرية الشكلية التي تعتمد عليها معظم النظريات التي ترد في الإطار العام لعلم اللغة الحديث Moden Linguistics فإن المؤلفين قد مهدا السبيل لتأسيس منهج نظري خاص بهما. إنهما يبدءان بمناقشة أنه إذا أريد تفهم الكيفية التي تعمل اللغة بموجبها، وبشكل دقيق وعملي، فإننا والحالة هذه يجب أن نترك العقيدة الجوهرية العملية التي تشكل الأساس لكل النظريات اللغوية الحالية وهي أن أفضل طريقة لدراسة اللغة Language أو المعرفة اللغوية Linguistic Knowledge هي باعتبارها نظاماً مستقلاً وقائماً بذاته Contained System-Independent and Self. لقد دفع المؤلفان بنظرية الظاهرة المصاحبة Epiphenomenalist View إلى الواجهة كنظرية بديلة حيث تُعدُّ اللغة فيها نظاماً لا يمكن فصله بأية حال من الأحوال عن معارف وتجارب واعتقادات وتوقعات مَنْ يستخدم اللغة. أما القسم الثاني من هذا الكتاب فإنه بدأ بتطوير توضيح نظري محفِّز للتضمينات التي تشتمل عليها هذه النظرية في تحليل وفهم اللغة.