كتاب في الإسلام المعاصر لـ هادي العلوي
عنوان الكتاب: في الإسلام المعاصر
المؤلف: هادي العلوي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: غير موجود
الطبعة: غير موجودة
عدد الصفحات: 42
حول الكتاب:
“اعتاد المفكر العراقي الراحل ” هادي العلوي” أن يكتب اللغة العربية بطريقته الخاصة جدا، أي كما خطر له، وكما يستريح لها، سواء جاء هذا التعبير عربيا فصيحا أو عاميا بلهجة العراق التي ولد بها وعاش فيها صباه وشبابه، أو بلهجة الشام التي قضى جل عمره الفكري. ومن قبل كنا قد طلبنا من العلوي أن يكتب لنا على ” الرازي ” الذي يتميز هو – أي العلوي – بوجهة نظر خاصة به ومميزة عنه، ونشأت لنا مشكلة التلقي فقد خفنا أن يعرض قراؤنا عن استكمال الموضوع المهم بسبب غرابة اللغة فقمنا بتصحيحها وغضب ” العلوي ” غضبا شديدا حتى أننا امتنعنا لفترة عن طلب موضوعات أخرى منه رغم حرصنا الشديد على وجوده على صفحات (( أدب ونقد )).والآن وقد رحل (( هادي العلوي )) فإننا لا نملك إلا أن ننشر نصه كما كتبه، فلا يجوز أخلاقيا أن نفعل ما كان يغضبه وهو الآن عاجز عن التعبير عن غضبه أو الدخول في جدل حول فلسفته التي رأى هو أنه يضع أسسها موضع التطبيق حين كان يكتب بهذه الطريقة . لكن وللأسف الشديد فإننا لم نعثر على نص ما حوله يشرح لنا فيه هذه الفلسفة التي قد يقبلها ويرفضها الآخرون. وقد حاولنا كثيرا أن نستخلص بعض الأسس من الكتابة نفسها لكننا أخفقنا، وإن كانت فكرة (( العلوي )) الرئيسية واضحة كل الوضوح : ألا وهي أن تجري كتابة اللغة العربية كما يتكلمها الناس في حياتهم اليومية. وهنا تبرز مشكلة أخرى : فأي لغة يومية هي تلك التي سنتوافق عليها ونكتب بها، هل هي لغة المصريين أم العراقيين أم الشوام أو المغاربة أم الجزائريين ؟ فهل يا ترى كان العلوي يرى في الأفق عدة لغات يمكن أن تخرج من رحم العربية الأم ، كما كان الحال مع اللغة اللاتينية التي ولدت منها الفرنسية والإيطالية والأسبانية ؟إنه لم يقل لنا ذلك ، وهو لم يقل لنا أيضا ما هو الأثر الذي سيترتب على تنمية مثل هذا الاتجاه على المشروع المستقبلي للوحدة القومية العربية. صحيح أن اختلاف هذه اللغات التي خرجت من رحم اللاتينية لم يمنع الأوروبيين من نسج الوحدة الأوروبية على مهل منذ عام 1948 حتى خرجت أخيرا العملة الموحدة (( اليورو )) وأوشكت أوروبا أن تصبح القوى الكبرى الثانية في العالم.لكن الوضع والسياق العربيين يختلفان كلية، وقد اعتاد العرب في المشرق والمغرب كما في المنافي أن يتواصلوا عن طريق الفصحى التي توافقوا حولها واعتادوا قراءتها على هذا النحو حتى تصبح كتابة هادي العلوي هي الغريبة وليس الكتابة الكتابة الفصحى كما عرفها، لأن العربي اعتاد الآليتين الفصحى والعامية، وعرف كيف يفرق بينهما ذهنا ونطقا . لذا سوف يجد القارئ لها النص البالغ الأهمية صعوبة في قراءته لكل هذه الأسباب التي أضيف إليها سبب أخير: أنها بلا قاعدة على الإطلاق يمكن أن يتدرب عليها القارئ منذ البداية ثم يعتادها بعد ذلك .. فعذرا لأننا حرصنا على احترامنا لرغبة المفكر الراحل واختياره لم نصحح لغته كما فعلنا من قبل.وعلى كل حال فإننا نعرف الآن مدى حاجة اللغة العربية للتطوير نحوا وصرفا ونطقا.“