كتاب في سببية وجدلية العمارة لـ رفعة الجادرجي
كتاب في سببية وجدلية العمارة |
عنوان الكتاب: في سببية وجدلية العمارة
المؤلف: رفعة الجادرجي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
الطبعة: الأولى 2006 م
عدد الصفحات: 398
حول الكتاب
نشرت هذه المجموعة من المقالات بين العامين 1995 و 2006. كان البعض منها بدعوة من الناشر، والأخرى دراسات هيأتها بهدف الاشتراك في ندوات ومؤتمرات عن العمارة، كنت أهيئها لتوضيح الفكرة بالنسبة لي، ومن ثم أعرض الموضوع عن طريق تخطيط بياني، وليس كقراءة للنص.إن ما يجمع هذه المقالات، على الرغم من الفترة الزمنية، أنها تنبني على مفهوم لبنيوية العمارة. أبين هنا في هذه الدراسة التوضيحية عموميات المفاهيم التي وردت فيها، وهي تتركز على حركة الدورة الإنتاجية، وتطور صيغها التي تحصل بسبب تفاعل جدلي لثلاثة مستقطبات، هي:الحاجة الاجتماعية والتكنولوجية الاجتماعية، ويحرك التفاعل بينهما المستقطب الثالث وهو الفرد المفكر الفاعل الذي يمثل المجتمع؛ والمجتمع هو الذي يعي الحاجة إلى عمارة ما، فيقدم على ابتكارها وتصنيعها، ومن ثم تشغيلها كأداة بهدف إرضاء الحاجة المعينة.أما السببية، فهي الترابط بين الحدث والنتيجة، بين الفعل والمحصلة، والسبب هو ذلك الذي يقرر ويحتم ويكيف المحصلة، فيما تكون إرادة الفرد وقدراته الابتكارية ومخيلته هي المسبب، فيكون المسبب هو المصنعات.والمصنعات هي تلك الكيانات المادية المحصلة للدورة الإنتاجية، بما في ذلك العمارة والعربة والملابس، وهي التي تسخر من قبل الفرد والجماعة بهدف إرضاء حاجة ما.لا أعتقد أن هناك ضرورة لبيان التنوع والاختلاف في مفاهيم الجدلية التي ظهرت منذ هرقليطس مرورا بأفلاطون وجوهان غوتليب فيخته وهيغل وماركس وكثيرين من الفلاسفة المحدثين، وبخاصة بعد منتصف القرن العشرين؛ لذا سأكتفي بالإشارة إلى أرنالد هاوزر في مجال تاريخ الفن والفلسفة، وإدوارد ولسون في مجال السوسيوبيولوجية.وبما أن قاعدة جميع المقالات هي مفهوم جدلي ومفهوم سببي، ضمن مفهوم عام لبنيوية ظاهرة العمارة، فقد ارتأيت أن أعرض هنا ما تحتوي عليه هذه المقالات من تنظير، وما تشير إليه في مجالات متعددة، في تفهم العمارة؛ أي اختزال المفاهيم التي جاءت بها، بدلا من اختزال مواضيعها حسب ظف تقديمها. وستتضح من سياق عرض هذا المختزل، الصيغة التي سخرت فيها مفهوم الجدلية، مقارنة مع صيغها المتعددة التي ظهرت في تاريخ تطورها.لقد انبنت جميع المقالات على مفهوم لبنيوية العمارة، وهو مفهوم وضعت مبادئه الأولية في عام 1950، وأقدمت منذ ذلك الوقت على توسيع وتطوير هذا المفهوم في مجالاته النظرية والتطبيقية، أي في مجال ممارسة العمارة. وبمرور الزمن، أصبحت هيكلية البنيوية والحركة الجدلية، كما يلي : لا بد لكل ظاهرة، سواء أكانت جامدة أم حياتية، فكرية أم مادية، من مقومات قائمة في الوجودن وإلا لما وجدت. وكل ظاهرة، لابد أن تكون في حالة حركة وتغيير، سواء أكان التغيير ملموسا أم لا ؛ ولذا، فهناك علاقات تفاعل وتفعيل بين مقوماتها. ولأن هناك تفاعلا، فلا بد من أن تستقطب هذه المقومات بمقررات متضادة متفاعلة في سيرورات من تفعيل جدلي. وفيما اعتمد مفهوم الجدلية بعامة مستقطبين يحركان سيرورات تفاعلها….