كتاب في علم اللغة العام لـ الدكتور عبد الصبور شاهين

المؤلف: الدكتور عبد الصبور شاهين 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: مؤسسة الرسالة 


الطبعة: السادسة 1413 هـ / 1993 م


عدد الصفحات: 288

حول الكتاب

هذه دراسة (في علم اللغة العام) تتعرض لأهم القضايا التي يثيرها هذا العلم بالنسبة إلى جميع اللغات بعامة. وإلى اللغة العربية بخاصة، وقد حاولت جاهدا أن اقتصر على الأفكار الأساسية، دون استطراد يتجه إلى الشطط. فلكل مسألة من مسائل هذه الدراسة فرع يعالجها، ويعمق بحوثها، وهو ما سوف ينال عناية خاصة فيما يلي من دراسات (علم اللغة) في الفرق المختلفة.

 على أن بعض فروع (علم اللغة) لا يظفر بالدرس في نطاقه المنهجي ، بالنسبة إلى اللغة العربية، نظرا إلى استقلال هذه الفروع، ونهوض هيئات من الدارسين بالتفرغ لدرسها وتدريسها، وأعني بذلك علمي (النحو والصرف)، وإذا كان لعلم اللغة أفكار معينة تتناول قضاياهما، فإن ذلك بعيد عن المجال التطبيقي التعليمي لهما، وهي على أية حال أفكار تهم المتخصصين في الدراسات اللغوية الحديثة، سواء أكانوا من النحاة أم من اللغويين، فالهدف واحد، وإن اختلفت الطرق.

ولقد اكتسبت قضايا علم اللغة الحديث رواجا في الجامعات العربية، وأقبل كثير من الدارسين على متابعتها، والتخصص فيها، من حيث كانت مخرجا من الحائط المسدود الذي وقفت عنده دراسات النحو والصرف واللغة منذ بعيد.

 وأخذت الاتجاهات إلى التجديد في ميدان هذا العلم تلح على كل مهتم بشؤون التربية والتعليم، تقريبا للحقائق اللغوية، وتصحيحا لما شاع من أفكار تقليدية قد تكون ملتبسة بالخطأ، أو معقدة تحتاج إلى التبسيط على أساس منهجي يناسب العصر، ويأخذ كل معطياته في الاعتبار.

 ولا ريب أن الطريق شاقة وطويلة إلى توحيد الدراسات اللغوية بمفهومها المنهجي، ولكن بعد الشقة لا يقف حائلا دون مواصلة الجهود لإرساء الاتجاه نحو المنهج. وحشد كل الطاقات من أجل تقدم لغتنا الخالدة، لغة القرآن.