كتاب قبائل المغرب – الجزء الأول لـ عبد الوهاب بن منصور

المؤلف: عبد الوهاب بن منصور 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر:المطبعة الملكية – الرباط 


الطبعة:1388 هـ / 1968 م


عدد الصفحات: 563

حول الكتاب

احتل النظام القبلي مكانا مرموقا في الحياة العامة للأقطار المغربية واستمر يحتلها ويطبعها بطابعه إلى عهد قريب، فخلال قرون طويلة كانت القبيلة هي المحور الذي تدور عليه فيها جميع الحركات السياسية والتقلبات الاقتصادية والتطورات الفكرية والاجتماعية.

  كانت القبيلة هي أعلا قمة في النظام السياسي والاجتماعي الذي عرفه البربر سكان المغرب الأولون قبل الإسلام، وقد كانت تبتدئ في قاعدتها من الخلية الأولى التي هي الأسرة المتركبة من أب وزوجة أو عدة زوجات وأولاد يطيعون والدهم حق الطاعة ويؤولون جميع تصرفاته تأوبلا حسنا وينظرون دوما اليه بعين الاجلال والاحترام، ثم ترتفع الى مستوى العشيرة المشتملة على عدد من الأسر تنتمي إلى جد واحد وترتبط برابطة القرابة الوشيجة، ثم ترتقي إلى مرتبة العمارة أو البطن الذي تجمع عشائره شتى جوامع الصهر والجوار والمنفعة المشتركة، وتنتهي في القمة بالقبيلة التي تحتوي في الغالب على عدد من البطون تؤلف بينها وحدة الدم والنسب، وتشمل في النادر بطنا أو عدة بطون من غيرها انحازت لها وانضافت اليها في أوقات بعيدة أو قريبة لسبب من الأسباب فأصبحت معدودة منها بحكم الحلف والولاء….. وقد رأيت أن أمهد لموضوع القبائل بمقدمة جغرافية وأخرى تاريخية، الأولى تعين على معرفة أقطار المغرب وطن القبائل المغربية وتحديد مساكنها أو مجالاتها منه، والثانية تسهل معرفة علاقة الممالك والامارات بالقبائل والعشائر التي قامت بتأييدها وتعضيدها، أو عملت على اضعافها وتبديدها، اما الموضوع نفسه، موضوع قبائل المغرب، فقد قسمته ثلاث أقسام:

أ‌- القسم الأول يتعلق بوجود النوع الإنساني على صعيد المغرب الكبير وذكر هجراته منه وإليه وظهور أجناسه وقبائله وبيان أنسابها وتشعبها وتحديد مواطن أقامتها ومجالات ريادتها ونجعتها.

ب‌- القسم الثاني يرتب القبائل حسب التقسيمات الإدارية الحالية لأقطار المغرب العربي مع ذكر ما يوجد تحت كل قبيلة من بطون وعمائر، وأفخاذ وعشائر، ويقع بالأرض التي تستقر بها من مدن وقرى و مداشر وقصور ودواوير وبروج.

ت‌- القسم الثالث يرتب أسماء القبائل وفروعها حسب ترتيب الحروف الهجائية المغربية فهو بمثابة قاموس لها يمكن من أراد التعرف على قبيلة أو فرع من فروعها من العثور عليها بسهولة حسب المبنى اللغوي لاسمها، والالمام بشيء مما يتعلق بها جغرافيا وتاريخيا واقتصاديا وأدبيا.

وقد تفرع عن القسمين الثاني والثالث قسم آخر يمكن اعتباره معجما لبلدان مغربنا الكبيرـ فإن كثيرا من أسماء القبائل والعمائر أصبح علما على أقاليم ومدن وقرى ومداشر، فليست غريان ومسراتة وترهونة وزوارة بالقطر الليبي، ومطماطة ونفزاوة وسبيطلة وقسطيلية بالقطر التونسي، وبجاية والمدية ومليانة وندرومة بالقطر الجزائري، وغساسة وفضالة وبني ملال ومحاميد الغزلان بالمغرب الأقصى في الأصل الا أسماء ذات دلالات سلالية صارت لها فيما بعد دلالات جغرافية، لذلك ذكرت السلالي منها في هذا الكتاب، وخصصت الجغرافي – مضافا اليه بقية الأعلام الجغرافية – بكتاب مستقل حررت بعض مواده وأنوي تحرير بقية المواد بعون الله وحسن توفيقه.