كتاب قطعتا ثلج في تموز – رواية لـ أحمد حجازي
كتاب قطعتا ثلج في تموز – رواية اللغة : العربية دار النشر : دار النمير سنة النشر : 0000 عدد الصفحات : 234 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
يتداخل الزّمن والوقت، تتمحوّر خطوط العرض دوائر وخطوط الطّول لخطوطٍ حقيقيّةٍ وليست وهميةً، فيصبح التّاريخ يُشير لعام 2026 تقريبًا ولكن لا تهمّني التّواريخ كثيرًا، والمكان ربّما في غابات الأمازون أو في أمريكا الجنوبيّة، كلّها تفي بالغرض.
رائحة وردٍ قويّةٍ تُثير حساسيتي فأبدأ بالعطاس، هناك شخصٌ يناديني من بعيدٍ، استبدل اسمي باسم “جاك” ربّما أخطأ وربّما كان قاصدًا ذلك.
نظرت للخلف، وإذ هو رجلٌ عجوزٌ محنيّ الظًهر يتّكئ على عكّازٍ قويّةٍ تُصدر صوتاً، حليّق الّلحية، شارباه غليظان وشعره أبيض ينظر لطرفٍ واحدٍ، وكأنّه أعمى.
هل حقًّا كان أعمى؟ اقتربت منهُ، فكنتُ أقترب ويبتعد، أقترب ويبتعد أكثر حتّى بدأت أتعّب، سعالي يزداد جدًّا، تحوّلت خطواتي لهرولةٍ ومن ثم لجريٍ وأخيرًا وصلتُ إليه فابتسم وقال بالّلاتينيّة “تصل لهدفك دوماً يا جاك”، الغريب أنّني فهمت ما قال، “جاد سيّدي” قلتُ مصحّحًا، ابتسم وقال “جاك يا صغيري”.
جلس على صخرةٍ وأتت الثّعابين من كلّ مكانٍ تلتفّ حوله بفرحٍ، شعرت للحظةٍ بالخوف يعتريني، “أجلس”، جلست والتزمت الصّمت، همس ” أسوريا ما زالت بخير ؟ “، نظرتُ إليه مطوّلاً ولم أفهم سؤاله، كيف بخير ! ، ولمَ يسألني أنا ولكن من نظراته المترقّبة أجبت “نعم” وصوتي يرتجف ويكاد أن يختفي.
“لم يعد هناك الكثير من الوقت، اذهب لسوريا يا صغيري .. اذهب”، ردّد كلمة اذهب ألف مرّةٍ واختفى.
بدأت أبحث عنه والكلمة تتردّد في أذنيّ، وضعت يديّ عليهما وصرخت بصوتٍ عالٍ “لااا”، واستيقظتُ.
رائحة وردٍ قويّةٍ تُثير حساسيتي فأبدأ بالعطاس، هناك شخصٌ يناديني من بعيدٍ، استبدل اسمي باسم “جاك” ربّما أخطأ وربّما كان قاصدًا ذلك.
نظرت للخلف، وإذ هو رجلٌ عجوزٌ محنيّ الظًهر يتّكئ على عكّازٍ قويّةٍ تُصدر صوتاً، حليّق الّلحية، شارباه غليظان وشعره أبيض ينظر لطرفٍ واحدٍ، وكأنّه أعمى.
هل حقًّا كان أعمى؟ اقتربت منهُ، فكنتُ أقترب ويبتعد، أقترب ويبتعد أكثر حتّى بدأت أتعّب، سعالي يزداد جدًّا، تحوّلت خطواتي لهرولةٍ ومن ثم لجريٍ وأخيرًا وصلتُ إليه فابتسم وقال بالّلاتينيّة “تصل لهدفك دوماً يا جاك”، الغريب أنّني فهمت ما قال، “جاد سيّدي” قلتُ مصحّحًا، ابتسم وقال “جاك يا صغيري”.
جلس على صخرةٍ وأتت الثّعابين من كلّ مكانٍ تلتفّ حوله بفرحٍ، شعرت للحظةٍ بالخوف يعتريني، “أجلس”، جلست والتزمت الصّمت، همس ” أسوريا ما زالت بخير ؟ “، نظرتُ إليه مطوّلاً ولم أفهم سؤاله، كيف بخير ! ، ولمَ يسألني أنا ولكن من نظراته المترقّبة أجبت “نعم” وصوتي يرتجف ويكاد أن يختفي.
“لم يعد هناك الكثير من الوقت، اذهب لسوريا يا صغيري .. اذهب”، ردّد كلمة اذهب ألف مرّةٍ واختفى.
بدأت أبحث عنه والكلمة تتردّد في أذنيّ، وضعت يديّ عليهما وصرخت بصوتٍ عالٍ “لااا”، واستيقظتُ.
عاد التّاريخ إلى 2009، وعدتُ لموسكو على سريري نفسه، نظرت حولي كلّ شيءٍ يبدو هادئًا، كلّ شيءٍ صامتٌ، فتحت الدّفتر وغرقت بصفحاته وأنا أتذكّر صوته وكلمة “اذهب”.