| | | | |

كتاب قناة السويس لـ محمد طلعت حرب

وصف الكتاب
ولأهمية هذا الكتاب الذي أتشرف بتقديمه للقارئ العربي سببان السبب الأول إنه عن قناة السويس لقد ارتبط التاريخ المصري الحديث أشد الارتباط بقناة السويس. ومن حول هذه القناة دارت أحداث هذا التاريخ وتشكلت وقائعه طبقاً لتطور أهمية هذه القناة. فمنذ ما يقرب من القرنين من الزمان أو أكثر قليلاً جاء جاء بونابرت إلى مصر غازياً تراوده فكرة إقامة مستعمرة فرنسية تكون نواها مصر ولكن الظروف التي أحاطت ببونابرت ثم بالحملة نفسها حالت بينه وبين تحقيق أى شئ.
فإذا ما شقت القناة، بادرت بريطانيا، وكانت تقف موقف المعارض من حفرها، تنتهز الفرصة وتتلمس السبيل الذي يمكنها من وضع يدها على قناة السويس، حتى إذا أدركت أنه لتحقيق ذلك ولضمانه ينبغى أن يتم السيطرة على مصر ذاتها، بادرت بغزوها العسكري في سنة 1882.
أما عن مدى ارتباط القناة بالتاريخ العربي المعاصر، فما أظن الحديث عنه يحتاج إلى توضيح أو تبيان. لقد كان أهم ما استهدفته إنجلترا من وراء إصدار تصريح بلفور أن يكون لها أمر فلسطين دون غيرها بعد الحرب العالية الأولى وألا تترك لأحد موضع قدم في فلسطين القريبة من قناة السويس. ثم كانت المساعدات التي بذلك إلى جانب الصهيونية في فلطسين تمشياً مع هذا السياسة.
وهكذا نرى أننا حين نتحدث عن قناة السويس فإنما نتحدث عن التاريخ المصري الحديث بل والتاريخ العربي المعاصر وتاريخ شرقى البحر المتوسط، أما السبب الثاني لأهمية هذا الكتاب الذى أتشرف بتقديمه للقارئ العربي، فإن مؤلفه محمد طلعت حرب غنى عن التعريف، إن دور هذا الرجل الكبير سيظل يذكر طالما كان الحديث عن دور الحركة الوطنية المصرية في تحرير الاقتصاد المصري من ربقة الاستعمار.
وترتبط بأهمية هذا الكتاب أن مؤلفه عام 1910. إن هذا العام يعرفه جيداً كل من تخصص في تاريخ قناة السويس بل ما أظن أن القارئ العادى يجهل أهميته، في ذلك العام 1910م دار الحديث عن محاولة شركة قناة السويس مد امتيازها لإدارة القناة أربعين عاماً بعد انتهاء مدة الامتياز الصادر لها والذي من المقرر حسب الاتفاق المبرم مع الشركة أن تكون نهايته 1968م. طالبت الشركة بمد مدة الامتياز أربعين عاماً لينتهى عام 2008. كانت شركة القناة والاحتلال البريطاني شريكين في نظر المصريين كسلطتين أجنبيتين اغتصبتا حق مصر في قناة السويس. ومن ثم كان من المتوقع أن يتصدى كليهما للحركة الوطنية المصرية.
لم يفت مؤلفنا الفرصة ليدلى بدلوه فيؤلف هذا الكتيب عن قناة السويس يعرض فيه تاريخها ويبين الأرقام والإحصاءات أن المصلحة في المد لشركة القناة وليست لمصر.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب  

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *