كتاب كمنجة التوت – نصوص لـ محمد يوسف
كتاب كمنجة التوت – نصوصالمؤلف : محمد يوسف اللغة : العربية دار النشر :مركز الحضارة العربية سنة النشر : 2005 عدد الصفحات : 229 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
صدر عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة الطبعة الاولى من نصوص الشاعر الراحل محمد يوسف (كمنجة التوت) جاءت هذه النصوص في مائتين وعشرين صفحة من القطع المتوسط، كان قد كتب معظمها اثنا:ء اقامته في الكويت.وبلغته السريالية نفسها في شكلها، الموجعة والمؤلمة في مضمونها عزف على كمنجة التوت، بأحلام البسطاء، وآلامهم وآمالهم، تذكر فيها من اصدقائه القدامى، متعلمين وفلاحين، ومن تلاميذه في المدرسة يوم كان يعمل مدرسا للإنكليزية، وعزف عليها برائحة الأماكن، وطينها وحمأها، بأشجارها وانهارها، وبساطة القابعين عليها، من المنهكين والمعذبين الضائعين في غياهب العولمة:
بائع العرقسوس
لا يقرأ أخبار العولمة
ولا يعرف منتدى دافوس
و.. كلاوس شواب
لسبب بسيط
أميته الطاغية في التجريس
وصاجاته
التي ترفع عقيرتها
فلا يعلو أي صوت عليها
حتى.. ولا «صوت المعركة»
ذلك الشعار الناصري الماسخ
الذي له طعم البطيخة القرعاء
الوطن
في نصوصه وكعادته أيضا كان مهموما بوطنه الذي هو بوصلته رغم أن هذا الوطن عليل وحزين كحزن الصفصاف، بسبب اولئك الكلاب، الذئاب، التيوس، الخراتيت والبهلوان الخرافي، وكل الكلمات التي تحمل دلالاتها، سواء تعبيرا عن حبه لوطنه وحزنه عليه، او وصفا في اولئك الذين استباحوه ممن جعلوا العمل السياسي مهنة لهم.
من مفكرة العصفور
في نصه (من مفكرة العصفور) وما تلاه من نصوص يقف محمد يوسف الذي يطلق على نفسه اسم اليتيم الأندلسي المقطوع من شجرة الحاء كتابة عن عالمنا العربي والاسلامي، يعبر عن موقفه الصريح من أميركا، فهو يكره اميركا اليانكي، الكاوبوي، رامبو الخارق، اللوبي الصهيوني، الهمبورغر، الكنتاكي، الهوت دوجز، اي اميركا الاستهلاكية الدعائية، لكنه في الوقت نفسه يحب اميركا والت ويتمان، جون شتاينبك، آرثر ميللر، مارتن لوثركنغ، نعوم تشومسكي… الخ. اي يحب اميركا الصفاء والنقاء والجانب الانساني فيها. يكره اميركا فوكوياما، هنتنغتون، بيل غيتس، اي باختصار انه يكره العولمة التي يعتبرها الامركة، ففي النهاية الامركة تعني الغولمة التي هي غول وغل وغليان.في هذا النص يبدأ محمد يوسف نصا نثريا وينتهي الى ما يشبه المقال الذي يتتبع فيه العولمة وما كتب عنها، وفلسفة من يقودون فكرتها، وفكرة الصدام في العالم، بل انه يتعرض لتاريخ الولايات المتحدة نفسه وكيف قامت والفكرة الاساسية لسياستها.
غراب السليكون
في فصله الأخير (غراب السليكون) نقد مرير لمثل هذه المؤتمرات العولمية التي تقام في دول مختلفة مثل دافوس وبورتو اليغري وغيرهما.
بورتو أليغري
صليب العولمة المضادة
ربما..
ليسأل الحمار المخطط:
ما علاقة «بيليه»
بـ «دافوس» لكي يسرق بورتو أليغري
منه الكاميرا.. وينبح
في برية العولمة؟
…
سيلفا دالولا
كشأن المتصوفة
أو الحمير المخططة
له تجلياته السريالية:
– في دافوس
هناك ممثلو شعوب يسمح لها
بخمس وجبات في اليوم
مع حبات ليمون
تعصرها على الكبسولة الإلكترونية
وفي «بورتو أليغري»
ممثلون لشعوب
تحصل على وجبة واحدة
كل خمسة أيام..
وفي بقية نصوص هذا الفصل نجده أيضا ثائرا على الكاوبوي ورامبو وطائرات B.52 التي يسميها الديناصور الالكتروني وام القنابل، والروبوت الذكي، وشايلوك وسالومي، والعقد الفرويدية في شخصية بوش الابن، وديك تشيني، وكونداليسا رايس، وكذلك غوانتانامو التي يدوس فيها رامبو حقوق الإنسان.
باختصار جاء ديوان كمنجة التوت، ليس عزفا بطعم التوت ولكنه بطعم الألم وحرارة الظلم الذي يجتاح العالم ويقضي على الإنسان البسيط في أي مكان منه.