| |

كتاب كيركجور رائد الوجودية ( جزئين ) لـ دكتور إمام عبد الفتاح إمام

 

9561e 1695عنوان الكتاب:  كيركجور رائد الوجودية 

 

المؤلف:  دكتور إمام عبد الفتاح إمام 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر


الطبعة: 1982


عدد الصفحات: ج.1 : 367 ج.2 : 455



حول الكتاب:

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر انحلت امبراطورية الفكر الهيجلية – كما يحلو لبعض الباحثين تسميتها – وتفككت أوصالها ، وظهر تيار فكري قوي يطالب بالاهتمام (( بالإنسان )) ، ويلح على دراسته : (( فقد كانت هناك موجة اقتناع عميق بأن الفلسفة قد وصلت إلى نهايتها، وانتشرت هذه الموجة في العقود الأولى بعد وفاة هيجل. وذاع اعتقاد مؤكد بأن تاريخ الفكر قد بلغ مفرق طرق حاسما، وأنه لم يتبق الا وسيط واحد يمكن الاهتداء بواسطته إلى (( الحقيقة )) وتطبيقها فعليا ألا وهو الوجود المادي العيني للإنسان … )).
  ولقد ظهر أولا ” لودفيج فويرباخ L.Feurbach  1804-1872 ” الذي اعتنق في بداية حياته المذهب الهيجلي ثم نبذ المثالية المطلقة ليعتنق المادية، وليقول في كتابه : (( جوهر المسيحية Essence of Christianity )) : أن الشعور الديني يتولد عن أماني الانسان، وأن الدراسة الفلسفية الصحيحة هي دراسة الانسان نفسه )) – فمثل بذلك فترة انتقال حاسمة، اذ كان جسرا عبر عليه الفكر الفلسفي من المطلق إلى الانسان. من الروح المطلق إلى الانسان المتواضع بلحمه وعظمه وحدوده، وبيئته. ثم تشعبت دراسة الانسان، فظهر تياران عظيمان. الأول هو التيار الوجودي الذي قاده (( سرن كيركجور 1813 -1855 S.Kierkegaardوان كان هذا التيار قد ظل طوال القرن الماضي ارهاصات مفككة لم يكتب لها الكمال الا في القرن العشرون – وهو تيار اهتم أساسا بدراسة الانسان من الداخل، أو الوجود الداخلي للإنسان الفرد.
 أما الثاني فهو تيار مقابل أعني أنه اهتم أساسا بدراسة الانسان من الخارج، أي بالظروف الموضوعية الخارجية لحياة الجماهير، وهو التيار الذي كان على رأسه كارل ماركس ( 1818 -1883) ويكفي أن نقول أنه في عام واحد – وهو عام 1843 – ظهرت كتب ثلاثة تلخص هذه التيارات، وتعبر عن ارهاصات العصر الجديد وهي (( مبادئ فلسفة المستقبل )) لفويرباخ ، و (( نقد فلسفة هيجل السياسية )) لماركس ، و (( أما .. أو )) في جزأين لكيركجور.
شهد القرن التاسع عشر، اذا، روح عصر جديد يسعى حثيثا الى خلق فلسفة جديدة عن طريق تفتيت النتيجة التي انتهت اليها الهيجلية، وتمثل هذا الروح الجديد في تيارين عظيمين لا يزالان يتقاسمان الفكر المعاصر حتى يومنا هذا وهما : الوجودية التي ترتكز على الفرد ، والماركسية التي ركزت اهتمامها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للإنسان. وان كان سارتر J.P.Sartreقد حاول في ” مشروعة الانثروبولوجي الذي عرضه بالتفصيل في كتابه ” نقد العقل الجدلي ” عام 1961 أن يوفق جدليا بين هذين التيارين بأن ” يكسر ” ما في الماركسية من جمود ، وشكلية، وقوالب جاهزة ويجعلها تهتم  ” بالفرد ” عندما تصبح الفلسفة الوجودية قطعة أرض ( أو جيب Enclaveبلغة العسكريين ) داخل الماركسية نفسها.
   وإذا كانت الوجودية كتيار فلسفي قد نجحت في جذب اهتمام الناس بعد الحرب العالمية الثانية بفضل الجهود التي قام بها هيدجر، وسارتر ، وسيمون دي بوفوار، وكامي ويسبرز،ومارسل .. الخ الخ .. فإن هذا التيار يعترف صراحة بدينه الكبير (( لسرن كيركجور )) الذي كان بحق الرائد الأول للوجودية : مؤمنة وملحة على حد سواء ومع ظهور هذا التيار الجديد بدأت تظهر موضوعات جديدة تختلف عن الموضوعات الأكاديمية المألوفة، فعلى حين مثلا أن مشكلات المنطق ، ونظرية المعرفة تبدو ضخمة في المدارس الفكرية الأقدم عهدا من الوجودية ، فإن هذه الفلسفة مالت إلى التغاضي عن المشكلات ربما في شيء من (( الاستخفاف )) أحيانا ، واهتمت بموضوعات مثل: الحرية، واتخاذ القرار، والمسئولية .. وهي موضوعات تشكل جوهر الوجود الشخصي، لأن ما يميز الانسان عن موجودات العالم الأخرى هو ممارسته لحريته وقدرته على تشكيل مستقبله، كذلك ظهرت مشكلات جديدة من بينها : التناهي، والاثم ، والخطيئة والاغتراب واليأس، والقلق، والموت .. الخ. وهي موضوعات لم تناقشها الفلسفة التقليدية باسهاب. في حين أنها تعالج بالتفصيل عند الوجوديين بعامة وعند رائدهم سرن كيركجور بشكل خاص.
 ولما كان التيار جديدا فقد ظهرت تساؤلات حول اللقب الذي يمكن أن يطلق على المفكر حين يخرج عما جرى عليه العرف والتقليد وما اتفق عليه ” جمهرة ” الفلاسفة : أيمكن أن يعد كيركجور فيلسوفا في هذه الحالة ؟ أجاب البعض أنه مفكر ديني ذو اهتمامات فلسفية، وقال آخرون انه (( مصلح )) بروتستانتي من طراز (( لوثر )) (( كالفن )) حاول اصلاح الأوضاع المتردية في عصره. وقال آخرون انه استهدف اقناع القراء بفقر الحياة وعدم جدواها ان كانت (( بغير ايمان .. الخ وفي جميع الحالات نصل الى نفس النتيجة : ليس ثمة مايدعو الى النظر اليه بوصفه فيلسوفا : (( غير أن هذه النتيجة مشكوك في صحتها الى حد كبير لا فقط بسبب تأثير كيركجور في عدد من التظورات الفلسفية الهامة في القرن الحالي ، بل لأن تحديه لوجهات نظر الفلاسفة الآخرين ( التقليدية ) لا سيما هيجل ، هي تحدبات فلسفية بقدر ما هي دينية … انها محاولات لنزال الفلاسفة على أرضهم ..)).
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *