كتاب لغة الجينات لـ ستيف جونز

المؤلف:  ستيف جونز 


المترجم / المحقق: أحمد رمو


الناشر: Flamingo 


الطبعة: 1999 م


عدد الصفحات: 281

حول الكتاب:

قضيت، لابل بددت، معظم سيرتي العلمية وأنا أعمل بالحلازين. ولذلك، قد يبدو غريبا أن يقوم عالم رخويات بوضع كتاب حول علم الوراثة الإنساني. مع ذلك، لم تكن شدة اهتمامي بالرخويات هي التي دفعتني إلى البحث الإنساني طالما أنني ما أزال قادرا عليه. بل إنني فكرت فعلا بالتخلي عن علم الحياة كمهنة في واحدة من المناسبات القليلة. كان ذلك عندما وجدت نفسي لأول مرة مضطرا إلى تشريح واحد من تلك الحلازين. وكانت الحلازين، منذ خمس وعشرين سنة، من بين المخلوقات القليلة التي يمكن استخدام جيناتها في دراسة التطور. لأنها تحمل فوق أصدافها بيان أسلافنا على شكل نماذج موروثة من اللون والارتباط وعن طريق تعداد الجينات في أمكنة مختلفة ومحاولة ربطها بالبيئة، يمكن للمرء أن يكون فكرة حول كيف ولماذا تباعدت تجمعات الحلازين عن بعضها بعضا، أي كيف ولماذا تطورت.

 

   في ذلك الوقت، كان القول بإمكانية سحب تلك الفكرة على الإنسان يبدو سخيفا. ففي الستينات، كانت الكتب المدرسية الخاصة بعلم الوراثة روتينية. فقد كانت تعالج وراثة شكل حبة البازلاء، والحياة الجنسية للفطور، والمكتشفات الحديثة حول علم الحياة الجزيئي للحمات وتجمعاتها الجرثومية. ولم تكن تذكر الإنسان إلا نادرا، وإذا فعلت، فإنها تلحق فصلا موجزا في نهاية الكتاب لوصف أصول بعض الشذوذات كالناعور أو عمى الألوان.

  ستيف جونز، أستاذ علم الوراثة ومدير مختبر غالتون في إحدى جامعات لندن، حساس للقضايا الاجتماعية التي يطرحها علم الوراثة إلى حد تجاوز فيه اهتمامه بالقضايا الاجتماعية المعاصرة إلى ماضي الإنسان، إلى ما يمكن، وما لا يمكن، لعلم الوراثة أن يقوله لنا حول نشوئنا وأساليب تطورنا من الناحية الاجتماعية. وهو يمزج في كتابه معرفة واسعة بعلم الأحياء مع دراسات تاريخية، ثقافية وسكانية ولغوية.

  ويقدم لنا هذه الدراسة التي لا يمكن اعتبارها نبوءة بقدر ما هي محاولة لكشف الغموض الذي يحيط بعلم الوراثة.. إنها محاولة لإدخال علم الوراثة ونظرية النشوء إلى الميدان العام. فإذا تساءلت يوماً حول ماذا تدور الهندسة الوراثية، فإنك ستجد في هذا الكتاب ما تبحث عنه. وقلة هم  من يتمتعون بمقدرة، كمقدرة ستيف جونز، تؤهلهم لنقل فكرة عويصة بمثل هذه الدعابة، والوضوح، والدقة والسلاسة.