كتاب لغز عشتار – الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة لـ فراس السواح
كتاب لغز عشتار – الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة اللغة : العربية دار النشر : دار علاء الدين سنة النشر : 1985 عدد الصفحات : 436 نوع الملف : مصور |
من خلال هذه الرؤية ينطلق فراس السواح في رحلة عبر التاريخ الإنساني وذلك بغاية تقديم بحث واف عن شخصية الآلهة الأمر، أو الأم الآلهة الكبرى “عشتار” في النسق الميثولوجي السوري- البابلي، ومتوازياتها في الثقافات الكبرى المجاورة، لأن كل الديانات بدأت عشتارية، وكل سر من أسرار الطبيعة وحكمة من حكمها وخبيئة من خبايا النفس الإنسانية، وعلاقة من علائق القوى الخفية، قد أبانتها عشتار في كل جزء أو إشارة لبني البشر، عن طريق كاهناتها اللواتي كن منذ البداية صلة الوصل بين عالم البشر وعالم الآلهة، وبذلك لعبت المرأة دور المعلم الأول في تاريخ الحضارة، وبحث فراس سواح هذا في ميتولوجيا الأم الكبرى لم يكن بحثاً في موضوع محدد، بل كان بمثابة بحث في جوهر الأسطورة وبعدانها وغاياتها لأنها المحور الأساسي الذي دارت حوله أساطير الثقافات البشرية وعنه شقت وتفرقت.
ومن خلال بحثه هذا تكونت لديه النظرية التي تلم شتات الملاحظات في كل واحد فتفسرها وتعطيها المعنى، وكما تكونت نظريته من خضم البحث، لا سابقة عليه ولا موجهة له، كذلك جعلها الباحث تتفتح تلقائياً عبر صفحات الكتاب دون أن يعمد إلى بسطها، أو ينفق جهداً لإثباتها، ذلك أنه لم يطمح في بحث هذا إلى وضع تفسير شامل لا يأتيه الباطل من أمام أو وراء، بل أن طموحة يتجلى في إثارة الأسئلة عن من سيحاورهم هذا الكتاب، ويحاورونه لا لإعطاء أجوبة…
نبذة المؤلف:
… ولعل أهم ما علمني إياه العمل في هذا المؤلف، هو وحدة التجربة الروحية للإنسان عبر الزمان واختلاف المكان، وأن كل دين ونظام ميثولوجي ليس إلا قطعة ملونة صغيرة في فسيفساء بديعة زاخرة بالأجزاء التي تبدو مستقلة عن قرب، متوحدة عن بعد، في نظام متكامل يعطي معنى لكل جزء من أجزائه، ويستمد معناه من هذه الأجزاء ذاتها.
في البداية كنت أطمح إلى تقديم بحث واف عن شخصية الالهة والأم أو الأم الكبرى في النسق الميثولوجي السوري-البابلي ومتوازياتها في الثقافات الكبرى المجاورة، ثم اكتشفت تدريجياً أن الحيز الثقافي والمدى الزمني، الذين حددتهما إطاراً للبحث، قاصران عن الإحاطة بالموضوع، كان تتبع الأم الكبرى يوغل بي زمنياً إلى ما وراء حدود التاريخ حيث وجدت نفسي أودع النصوص المكتوبة ولا شواهد ولا علامات تدلني سوى الأدوات الحجرية وأعمال الإنسان الفنية الأولى وكان اقتفاء أثر قدميها على الأرض يأخذني في الاتجاهات الأربعة. حتى درت المعمورة راجعاً إلى نقطة المبتدى.