|

كتاب مجنون الورد – قصص لـ محمد شكري

حول الكتاب
عندما تكون حياة المرء نوعاً من ممارسة المأساة، وحيث يكون المرء ملزم بهذه الممارسة ما دام على قيد الحياة، هو ما تقوله مجموعة محمد شكري القصصية (مجنون الورد) ويفعل ذلك بشخصيات تكتسب بعداً تمثيلياً لشريعة شعبية واسعة وكل شخصية تمتلك حلمها الخاص وتسعى إلى تحقيقه، وهي شخصيات تندرج في موقفها من اللامبالاة والمصانعة حتى المبادرة والفعل في نهاية كل قصة. فالخيوط التي ينسج منها الروائي قصصه تنتهي إلى رسم جغرافا سرية للمدينة ولتحت أرضها في إشارة إلى (الفضاء المغاربي) ، هذه الخيوط، يغزلها شكري من مناخ الهاشميين أو من عالم المشردين. يبدأ الحكي بتلقائية توهم المتلقي أنه يسرد واقعة من “وقائع مختلفة” ، شاهدها في الريف أو قرأها في الصحيفة وأعاد صياغتها. لكن هذا التوهم سرعان ما يبدده سطوع كلمات مفاجئة وعبارات مكثفة محملة بالإيحاءات والدلالات، تنتقل بالقارىء إلى عالم قصصي تؤطره وتوحده تلك الخيوط المتناثرة في مختلف القصص التي تظل مشدودة إلى “واقعيتها”، مكتظة بأشيائها مثلما هو الشأن في قصة (التابوت) بطلها فنان يمنه رجل يعشق التوابيت أن يرسمه في لوحة مع التابوت، فيبادر إلى شراء تابوت ويضعه في منزله، وما يلبث هو بدوره في منتصف كل ليلة “أن يمارس ضجعته النفسية. يدخل في تابوت لابساً قميصاً وسروالاً، حافي القدمين، ثم يغلق غطاءه عليه. للتابوت ثقوب في جانبيه وفي غطائه. ميت حي ولست حياً وميتاً. هكذا يقول حين يقوم من مرقده يدخل مرسمه ليعمل …”. وبهذا المعنى يضفي محمد شكري شكلاً تعبيرياً للواقع وتركيباً جديداً للأشياء، من خلال تجديلها (أي إضفاء طابع الجدلية على ما تلتقطه مبعثراً ويغدو واقع الأشياء، واقعاً محلوماً به وواقعاً متخيلاً وواقعاً ممكناً ومستحيلاً في آن).
تضم المجموعة (17) قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: “العنف على الشاطىء” ، “الشبكة” ، “العائدون” ، “أمومة” ، “الضاحكون الباكون” ، “الأطفال ليسوا دائماً حمقى” ، “شهريار وشهرزاد” ، “الكلام عن الذباب ممنوع” ، “بشير حياً وميتاً” ، “القيء” ، “أشجار صلعاء” (…) وقصص أخرى.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *