|

كتاب محمد إقبال شاعر وفيلسوف الإسلام لـ الشيخ كامل محمد عويضة

حول الكتاب
كان مولد الدكتور العبقري محمد إقبال سنة 1876 من أسرة برهمية الأصل اعتنقت الإسلام منذ ثلاثة قرون وهاجرت من كشمير أمام الحوادث إلى البنجاب، حيث استقرت بها آمنة مطمئنة؛ وبدأ مراحل تعليمه فبدت عليه مخايل النبوغ ودلائل الذكاء فكان يتفوق على لذاته ويسبق أقرانه ويفوز بالجوائز العلمية في الكلية بلاهور. حيث تلقى بها الفلسفة على السير توماس أرنولد، الذي كان دائم الإعجاب والافتخار بتلميذه إقبال، ولما أكمل دراسته وقع عليه الاختيار لتدريس الفلسفة بالكلية نفسها.

أما الشعر فقد أنشد إقبال بواكيره الأولى في سن مبكرة وكان لسان تعبيره وريشة تصويره والمنبر الذي أعلن من فوقه رسالته الأدبية والمذياع الذي أرسل منه حكمته الإسلامية. والشعر كما يحدثنا عنه الشاعر صفي اللكنوي، هو إبراز مكنونات العواطف القلبية فإن القلب إذا لم يكن عامراً بهذه العواطف كان مصدر المعرفة بل بالوجدان الذي هو مبعث الشعور والايمان، فإن الجدبات والمشاعر والعواطف هي النقطة الرئيسية الفاصلة الحاسمة في ميراث الإنسان، وعندما تتمثل هذه المشاعر والعواطف ألفاظاً تكون هي الشعر. ولما انفرد به إقبال من المشاعر والأحاسيس الفياضة من نظمه ارتجى منه الأدباء شاعراً كبيراً.

وفي سنة 1905 سافر إلى كمبردج ثم إلى ميونخ، ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة وقد استغل زمن إقامته بأوروبا، فأدى ما رآه لزاماً عليه نحو دينه، ودافع عنه وجاهد في سبيله «مظهرا مزايا الإسلام، مُفنداً أراجيف خصومه. وألقى عن الإسلام عدة محاضرات في إنجلترا، ثم عاد إلى الهند سنة 1908 فأحسن القوم استقباله، وقد توسموا فيه الخير لأمته ودينه، ومن ثم جرد قلمه ووقف بيانه وتفكيره وشعوره لإعلاء منار الإسلام، ولقد سأله العالم الجليل السيد سليمان الندوي تلميذه العلامة شبلي نعماني يوماً أثناء زيارة إقبال لكابل، بدعوة من جلالة نادر شاه ملك الأفغان عن سر بلاغته التي اكتشف بها أسرار الدين ومعالم الحق، ووصل بها إلى أساليب من التعبير قل أن يصل إليها أهل الفقه والعلم وغيرهم من القائمين على أمر الهداية والتوجيه؟ فقال إقبال: «يرجع الفضل في كل ما أنشأنه من شعر أو نثر إلى توجيهات أبي رحمه الله» فقد كنت تعودت أن أقرأ القرآن بعد صلاة الصبح» وكان يراني والدي فيسألني ماذا أصنع؟ فأجيبه جوابي؛ وفي ذات صباح قلت له بعد إجابتي، ولكن لماذا تسألني عن شيء أنت بجوابه عليم؟ فقال: وإنما أردت أن أقول لك:” اقرأ القرآن كأنه نزل عليك «ومنذ ذلك اليوم بدأت أتفهم القرآن وأقبل عليه فكان من أنواره ما اقتبست ومن بحره ما نظمت».

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *