| | | |

كتاب مداخل إعجاز القرآن لـ محمود محمد شاكر

وصف الكتاب
في حديثنا عن مداخل إعجاز القرآن أبو فهر محمود محمد شاكر سوف نقدم لكم مقدمة الكتاب ونعرج على بعض الأفكار المهمة عن الكتاب:مقدمة كتاب مداخل إعجاز القرآن لأبي فهر محمود محمد شاكر:
بسم الله الرحمان الرحيم:

الحمد لله رب العلامين والصلاة والسلام على رسوله سيدنا محمد عبده ورسوله، المبلغ عن رب العالمين رسالته بلسان عربي مبين. وعلى أبويه الرسولين الكريمين إبراهيم وإسماعيل الرسولين الكريمين أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وعلى صحابتهم المصطفين الأخيار مصابيح الهدى وقدوة الأمة يوم الدين.
أما بعد…

فإن الحديث عن إعجاز القرآن لَهُو من أكثر الموضوعات جدلا وتشعبا ولا يزال الحديث عنه دائرا من كل وجه فهو تارة قمة البلاغة العربية والبيان الإنساني، وتارة أخرى هو للإعجاز العلمي مثل يحتذى وبيان شاف. والناس منقسمون بين هذا وذاك كل له حججه يعرضها وينافح عنها بكل ما أوتي من قوة.

ولكن أي هذه الآراء صحيح وأيها أقرب إلى بيان ما فاق به القرآن الكريم جميع الكتب السماوية المنزلة قبله، فأعجز البشر قاطبة عن معارضه على الرغم من التحدي القائم للبشر منذ نزول الآيات تلو الأخرى تطالب البشر على اختلاف ألوانهم أن يأتوا بمثله فلا يقدرون على ذلك ويقفون معجّزين أمام آياته وسوره لا يسعهم سوى البحث عن أوجه إعجازه علّهم يصلوا إلى استكناه من أي وجه جاء القرآن معجزا للثقلين.

ومن هنا جا كتاب الأستاذ محمود محمد شاكر، باحثا عن وجه إعجاز القرآن من وجه آخر مخالف لما سار عليه من سبقه ممن عرض للإعجاز. فالوجه الذي دلف منه الأستاذ شاكر إلى إعجاز القرآن لم يكن محاولة لبيان الإعجاز القرآني ذاته، بل هو محاولة لتأريخ البحث في علم إعجاز القرآن كيف جاء؟ ولم جاء؟ ثم هو فوق ذلك كما قال الأستاذ شاكر في مطلع المدخل الأول:

“وهذه الفصول الثلاثة التي كتبتُها عن “إعجاز القرآن”، تقصُّ عليك هذه القصة الطويلة العريضة في صفحات قلائل، وبمنهجي في تحليل الكلام وتحليل التاريخ، لأنه المنهجُ الذي التزمته فنجوت من شرِّ مستطير، ومن بلاء ماحق. ولكني أكتب هذه القصة، بعد أن انطمست معالم كانت لائحة قديما ثم عفت.

وبعد أن عزمتُ على أن أعفيك من المسالك الوعرة، والأشواك المتشابكة، والظلمات المحيرة، وحتى تألف طريقي وتعرفه معرفة تسهّل عليّ وعليك اقتحام المسالك والأشواك والظلمات”.

فهذا الكتاب إذن ذو وجهين الأول تأريخٌ لعلم إعجاز القرآن كما وضعه علماؤنا قديما، والثاني بيان لمنهاج العلماء في النظر واستقراء لطرائق نظرهم ومداخلهم في البحث عن الإعجاز يعتمد على تحليل الكلام وتحليل التاريخ تحليلا يهدف [لتأسيس علم خاص هو “علمُ إعجاز القرآن”، يُضارع “علمَ البلاغة“، الذي استدعى نشأته بحث أهلِ القرنين الثالث والرابع في “إعجاز القرآن”.

لذا كان البحث عن تاريخ نشأة كلمة “إعجاز القرآن” هو الأساس الأول الذي يصل بنا إلى تأسيس علم “إعجاز القرآن”. وهكذا جاء هذا الكتاب نمطا فريدا بين كتب إعجاز القرآن، فهو لم يعن كسابقيه ببيان وجه الإعجاز، بل كانت جل عنايته منصرفة إلى تأسيس علم إعجاز القرآن مستمدة أصوله من مباحث السلف.

هذا والكتاب مقسم إلى ثلاثة مداخل كل منها يقص تاريخ “إعجاز القرآن” كما نشأت صورته عند الأستاذ شاكر، كل مدخل منها ينظر إلى هذا تاريخ الإعجاز من وجه غير الأول، لكنها جميعا تصب في آخر الأمر في معين واحد ألا وهو تأسيس علم “إعجاز القرآن”.

وقد نشر المدخلان الثاني والثالث منفصلين عن الأول، أما الثالث فقد نشر في كتاب مستقل بعنوان “قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام”، وأما الثاني فقد كان مقدمة لكتاب “الظاهرة القرآنية” لمالك بن نبي. لذا فقد آثرت ضم المدخلين الأول والثاني في كتاب واحد لتكون الفائدة بهما أجدى.

بيد أن هنا أمرا لا بد من التوقف عنده لبيانه، وهو أن هذه المداخل تقص علينا أيضا جزءا من سيرة حياة الأستاذ شاكر مع العلم وسيرته مع الكلمات وتاريخها وقد قال في مبدأ المدخل الثاني: “وقد كان كتب الله عليّ أن أقف مع هذا اللفظ زماناً طويلا، حائرا مترددا، وخائفا متلددا، وجازعا متحفظا، وكاتما حيرتي عن قلمي ولساني، حتى تصرّمت سنوات، وأنا علي شفا حفرة من نار، فأنقذني الله برحمته وفضله، وسلمت بحمده سبحانه بعد مخالطة العطب”.

وهذا الذي ذكره الأستاذ شاكر من أصعب الأمور وأشقها على النفس إذ تتركها في حيرة لا يخرج منها بريئا إلا بعد طول مجاهدة ومعاناة تراهما ظاهرين ظهورا بينا في ثنايا حديثة في المدخلين.

وهنا أمر أخير لا بد من الإشارة إليه وهو أن المدخلين الثاني والثالث قد جاءا تامين أما الأول فهو أحدثهن كتابة كما ذكر الأستاذ شاكر لم يتمه، إذ وقف عند الفصل العشرون بادئا فيه ثم لم يكلمه، ولو كان فعل لكان فتحا وخيرا كثيرا جاءنا، لكن قضاء الأجل كان قد وافاه قبل أن يكمل المدخل الأول.

رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم من علم للعربية والإسلام ودافع عنهما دفاعا هان أمامه كل مرتخص وغال، ظل هكذا طيلة حياته سيفه قلمه لا يتركه ولا يحيد عن رأي صواب وحق بين حتى لو كان في هذا من المضرة والعطب ما فيهما. جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ونسأل الله أن يدخله فسيح جناته مع الأبرار والصديقين والشهداء.

اللهم اغفر لنا خطايانا، وذكرنا ما نسينا، وألهمنا الصواب لنكون خير خلف لخير سلف.
محمود شاكر فهر.
محمود محمد شاكر أبو فهر
مداخل إعجاز القرآن.

محتويات كتاب مداخل إعجاز القرآن تأليف أبو فهر محمود محمد شاكر
فهرس كتاب مداخل إعجاز القرآن لمحمود محمد شاكر:

تقديم وتصدير فهر محمود شاكر
تمهيد
1 سبب تأليف المدخل الأول:
تاريخ حيرني ثم اهتديت
2 معنى الإعجاز وتفسيره لغة
3 تاريخ لفظ الإعجاز والمعجزة
معنى التحدي وكيف جاء
تتمة القول في تفسير معنى التحدي
تولد لفظ الإعجاز عند المتكلمين
حجج المتكلمين في تفسير الإعجاز ومداخلهم
نقض حجج المتكلمين في تفسير لفظ الإعجاز
تاريخ نشأة لفظ الإعجاز
أسباب ظهور لفظ الإعجاز عند النظام والجاحظ
الصرفة وتمام وضعها
نقض الصرفة عند الجاحظ
تتمة الحديث في نقض الصرفة
كتاب نظم القرآن، وتأسيس علم إعجاز القرآن
تتمة الحديث عن تأسيس الجاحظ ومتابعة الواسطي والروماني له
أبو سليمان الخطابي، والباقلاني.
القاضي عبد الجبار، وعبد القاهر الجرجاني.
عبد القاهر والحيرة في تحديد معنى الإعجاز، أسباب تأسيسه لنظرية النظم.
أسباب عطن عبد القاهر، وبيان معنى الآية.
من أصول المنهج.
المدخل الثاني “تذوق راعني حتى تذوقت”

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *