| |

كتاب مدارس العراق قبل الإسلام لـ رفائيل بابو اسحق

حول الكتاب
لمدارس العراق قبل الإسلام ذكر جليل في التاريخ لا يغرب عن بال المتأدبين وأرباب المطالعة. فقد كانت في عهدها رياضاً تفوح من أزهارها نسمات العلوم وغدراناً عذبة يتدفق من مناهلها زلال المعارف. فعلم في غرفها مدرسون افاضل ودرس في ساحاتها أساتذة نوابغ عرفوا بالفضل والفضيلة. فنبة في دروسها عدد عديد من الفلاسفة والعلماء. وظهر في صفوفها مئات من الأدباء والكتاب الذين لا تزال مصنفاتهم إلى اليوم مرجعا للقاصي والداني.

شاد جدودنا دعام المدارس ورفعوا قباب الكليات. ثم جدوا في اعلاء منازلها فتقدمت تقدماً مطرداً وسارت سيراً حثيثاً في سبيل الارتقاء حتى أصبحت على تمادي الزمن كعبة القصاد ومحط رجال المعارف. وكفانا فخراً إذ ان أول مدرسة «منظمة» قد بنيت في بلادنا وأن أول كتابة «واضحة» وجدت في أقطارنا. وقد ذكر المؤرخون استطراداً هذه المدارس واثنوا على تلك المعاهد. فطالعناها في مظانها العديدة وبذلنا الجهد لإخراجها إلى حيز الوجود بل تجشمنا المشاق وسهرنا الليالي الطوال باحثين عنها مفتشين عن كل شاردة وواردة لإنجاز ما قمنا به خير قيام.

وها نحن أولاً نبحث في مطاوي هذا الكتاب عن مدارسنا قبل الإسلام. فنتكلم عن مؤسسيها وعما بذلوا من الهمم في طريق نجاحها. ونذكر مناهجها وما قرأ تلاميذها على مدرسيها. ثم نعدد أشهر من نبغ في صفوفها وأفضل ما حبروا من الأسفار حتى أخنى عليها الدهر واستأصل آثارها.

هذا وقد تحرينا في كل ذلك «التحقيق والوضوح والإيجاز» مشيرين إلى المراجع معتمدين على أصدق الكتب. وحسبنا من مؤلفنا هذا خدمة أبناء وطننا الأعزاء.

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *