| | |

كتاب مدخل إلى عالم تطور الشخصية لـ إبراهيم الموسى

وصف الكتاب

هذه الحياة الواسعة الممتجة أرجاؤها.. والمختلفة أطيافها وتطلعاتها ومتطلباتها ومجالاتها بكل ما في الكلمة من معنى.. يريد كل إنسان في هذه الحياة الإنطلاق فيها بخطوات ثابتة يؤكد فيها ذاته.. وجوده.. كيانه.. ويمضي وبكل أمل في طريق تحقيق أحلامه والوصول إلى تحقيق طموحاته.. إلى أبعد مدى وأعلى ذروة من خلال نجاحاته وتقدّمه وتغلّبه على صعاب الحياة وتحمّل مشاقها.. رغم كل ما يلاقيه على هذه الدرب الطويلة المملوئة بالحفر والفخاخ التي عليه تخطيها للنهوض من جديد بعد أن يدير ظهره للاستلام، ولكن كيف يتحقق ذلك؟ بإمكان تحقيق ذلك؛ هذا إذا جعل هدفه أمامه.. بناءاً على تطوير ذاته والبدء من هذه النقطة التي تمثل نقطة الإنطلاق. وإلى هذا فإنّ تطوير الشخصية إنما هو منهج يعمل على تنمية واكتساب أي مهارة أو معلومة أو سلوك وتُشعر الإنسان بالرضا والسلام الداخلي بما يعنيه على التركيز على أهدافه في الحياة مما يجعله قادراً على تحقيقها، وجاهداً للتعامل مع أي عائق يحول دونه ودون تحقيق خدفه، وهذا التعريف لتطوير الشخصية مبني على افتراضات مهمة وأصيلة وهي: 1- أسمى أهداف الإنسان وغاياته هو الوصول إلى التكامل ولا بدّ أن يصرف حياته كلها في سبيل هذا الهدف؛ لذا فمن المفترض أن يكون هذا الهدف أول الأولويات على أن تقاس باقي أهداف الشخص من حيث أهميتها على هذا الهدف. فالسعي لتحصيل المال كهدف مثلا لا بدّ أن يتماشى مع هذه الغاية في الوصول للجنّة، وكذلك الأمر مع أي هدف آخر غير جمع المال.. 2- تطوير الشخصية لا يخرج عن مقاصد المألوف فلا يطلب الإنسان تطوير نفسه بما لا يتقف مع الثوابت العامة.. 3- تطوير الشخصية لا ينفك عن تزكية النفس بما يتفق والوصول إلى كمال الإيمان وتطهير النفس مما يخدش الإيمان؛ ؛ بل هو حالة خاصة من تزكية النفس؛ إذ هي الأصل الذي يسعى إليه كل مؤمن عاقل.. 4- تطوير الشخصية هو مهمة مستمرة دائما لا تتوقف عند حدّ أو عمر. أما أهمية تطوير الشخصية فهي تمثل أمراً مهماً، ومهماً جداً وذلك للأسباب التالية: لا شيء ثابت في هذه الحياة سوى التغييير وهو قادم وواقع لا محالة.. فمن لا يتقدم يتقادم.. ويضحي إنساناً تعوزه التجارب، لذلك يجب على كل عاقل تطوير نفسه، إلى جانب ذلك يمكن القول بأن هناك فجوة واسعة بين مهارت ومعلومات نظم التعليم وبين ما يحتاج المرء فعلاً، ولا بدّ لهذه الفجوة أن تُسدّ، ثم إنّ سوق العمل الجديد لا يرحم ولا يحتاج إلى مهارات ومعلومات جديدة؛ فإذا لم تكن ممن يضيف جديداً فستصعب عليك المنافسة. أضف إلى ذلك مما يمثل أمرا مهماً لتطوير الشخصية أن ضغوط الحياة تزداد ولا بدّ للشخص أن يتعلّم طرق جديدة ومفيدة للتعامل مع هذه الحياة بنجاح أي أن يكون ابن واقعه وزمانه. أما الأركان المهمة لتطوير الشخصية فهي أربعة، ولتعلم جيداً بأنه ليس هناك إمكانية لتنفيذ منهج التطوير الا وهي: 1- معرفة رسالتك ورذيتك وأهدافك في الحياة.. 2- معرفة كيفية التواصل مع نفسك ومع الآخرين.. 3- معرفة كيفية التعلم.. 4- معرفة كيفة إدارة أمورك المالية وإتقان مهارات الاستقلال والاكتفاء المالي، وأخيراً يمكن القول، وبعد ما تمّ ذكره آنفاً، بإمكان القارئ الشروع في رحلته نحو تطوير شخصيته، من خلال هذا الدليل الذي يغذي روح القارئ وعقله وفكره وذاته، متفرفاً على ما يمكن أن يمثل عوائق تعترضه في مسيرته هذه والتي تحول بينه وبين المضيّ في مشواره هذا نحو تقدّمه وإنجاز كل ما يريده.. وليكن القارئ على ثقة بأن هذه السلسلة التي تهتم بتطوير الشخصية إنما هي باقة مليئة بالأمل والتحفيز.. تحفّز القارئ على التمسّك بأهدافه وغاياته، دون أن يترك فرصة لليأس فيعترضه ويحول بينه وبين أن يشقّ دربه نحو طموحاته ونحو حياة عملية وعلمية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه السلسلة بأجزاءها العشرة تناولت البحث في المسائل التالية وذلك في إطار البحث في طرق التطوير الذاتي للشخصية. وهذه المسائل هي: 1- مدخل إلى علم تطور الشخصية. 2- أسرار التفكير العلمي والإبداعي. 3- خطط لتغيير شخصيتك. 4- الغوص في أعماق الشخصيات. 5- فنّ التواصل مع الآخرين. 6- جذور الشخصية ومداخل تأسيسها. 7- طريقك نحو الشخصية المتكاملة (1). 8- طريقك نحو الشخصية المتكاملة (2). 9- سرّ تفوّق الشخصية. 10- فلسفة التفكير لقوة الشخصية.

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *