كتاب مذاق النجاح ..! لـ د. محمد فتحي

هل أنت شخصيا تُقبل على منتج بلدك أم تسعى؟ نحو المنتج الأجنبي؛ لأنه ببساطة سوف يكون على درجة عالية من الإتقان والجودة وإذا حدث ووجدت به عيبًا في صناعة أو نحو ذلك فيمكن ببساطة تبديله مع حقك في الاعتذار والتعويض إن لزم الأمر.

وما الضربات التي تتوالى على المسلمين في بلادهم إلا من غياب فريضة إتقان الأعمال، ونسيان هذه الفريضة ضمن باقي الفرائض الأخرى التي تم إضاعتها والدليل على ذلك قصة بسيطة..

هناك في بجر الشمال منصة لاستخراج النفط كلف إنشاؤها عدة مليارات من الدولارات؛ وذات يوم انهارت المنصة بصورة مفاجئة فراح الخبراء يحققون في سبب انهيار المنصة وبعد فترة توصلوا إلى هذه النتيجة، وهي أنه كان مقررًا وقت بناء المنصة إجراء عملية لحام لبضعة سنتيمترات في هيكلها ولكنهم تجاهلوا الأمر.

وهكذا فبمرور الوقت صار الصدع في هيكل المنصة يزداد شيًئا فشيئًا حتى انهارت المنصة التي كلفت المليارات من الدولارات بكاملها هكذا ضاعت المليارات ببساطة، وهكذا يضيع المسلمون ويضيع ما ينتجون وما ينفقون عليه حتى البشر يضيعون؛ لأننا لم ‏نتقن التربية والتعليم والتدريب والمهن الي يتخصصون فيها.

هذا التساهل في الصغير لا يلبث أن يمتد إلى الكبير، وأنت على من ثغر من ثغور المسلمين – أيا كان موقعك- فاحذر أن يؤتى المسلمون من تلك الثغرة احذر من التساهل في الصغير حتى لا تضيع الكبير!!“