| | |

كتاب مذكرات شاهد للقرن لـ مالك بن نبي

حول الكتاب
مذكرات مالك بن نبي، مذكرات شاهد يتحدث إلينا خلف ستار، وهو يحاول أن ينقل إلينا تبصّره بالأحداث، وما هذه التفاصيل التي يقصها علينا إلا ليجسد رؤيته الفكرية عبرها. فشاهدنا شاهد بصَر وبصِيرة معاً. وهي بصيرة صاغتها أحاسيس جزائري امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة، فكان نقطة اتصال وتحوّل كما يقول في بداية شهادته.
ومالك بن نبي يحدثنا عن حدود التلافي بين حضارة مندفعة تجتاح ما أمامها، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ وغدت أجيالها في مهب الريح. كذلك كانت الجزائر وقد اجتاحها الاستعمار الفرنسي، لكن الجزائر عينة من عينات ذلك العالم الإسلامي الذي استقال من مهمته التاريخية، وغدت بقية التراث أشلاء مبعثرة هنا وهناك، لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية وجحافلها المنتصرة.

وهذا الكتاب يحمل إلينا دفء الأصالة، ويهزنا حين يروي لنا صفاء الراعي والبدوي ووفاءه للقيم، والتزامه بما استقر في ضميره من تقاليد هي أقرب إلى روح الحضارة وأرسخ في خطا التقدم. وهذا الكتاب يكشف لنا مكونات فكر بن نبي، وهاجسه العميق الذي رافقه طول حياته… إنه هاجس الحضارة ومشكلاتها وما كان له أن يروي لنا شهادته، لولا أنه قد رغب في تأصيل الأساس الفكري لنهضتنا، وآثر الحقيقة والتزم جانب الصدق والكفاح حتى أسلم الروح. إنه شاهد قرن ومبلّغ لما شهد، والتبليغ في منعطفات التاريخ رؤية فكرية وروحية معاً، في صيغته وضوح المعالم، وفي حرارته شرارة الإقلاع.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *