| |

كتاب مصر تحت حكم بونابرت : غزو الشرق الأوسط لـ خوان كول

حول الكتاب
 يتناول دراسة الموضوع من زوايا جديدة؛ ويقدم تحليلات وتفسيرات لها طابعها الخاص الجدير بالاعتبار. والواقع أن أحداث التاريخ ووقائعه تقرأ من زوايا مختلفة؛ تنبع من “ذات” المؤرخ أو الكاتب بدرجة أو بأخرى الذي له انتماءاته وانحيازاته بطبيعة الحال؛ والتي تطل برأسها من بين ثنايا كتاباته، ومهما حاول أن يتجرد ويدعي “الموضوعية” الكاملة؛ فإنه لا يبلغها إلا بقدر وإن كان عليه أن يجتهد دوما لبلوغها وأن يتحرر من إيثار الذاتية قدر ما يستطيع.

ومن أهم ما يميز هذا العمل كذلك اعتماد المؤلف على مصدر له طابع خاص لدى المؤرخين وهو مذكرات وأوراق ومراسلات ضباط الحملة الفرنسية وجنودها؛ من صناع الوقائع والمشاركين فيها أو شهود العيان. وهذا المصدر مهم وملهم وله طابع إنساني؛ وباعتباره مصدرا غير رسمي؛ فإن درجة مصداقيته عادة ما تكون أعلى من المنشورات والقرارات الرسمية؛ خاصة وأن الحملة لم تكن مجرد حملة عسكرية؛ وإنما كانت لها جوانبها الحضارية والاجتماعية المتعلقة باختلاط الفرنسيين بالمصريين في أواخر القرن الثامن عشر.

ومن الجوانب المهمة التي أبرزها هذا الكتاب كذلك؛ أنه سجل جوانب كبيرة من العمليات العسكرية الفرنسية التي أبرزت وحشية ”جيش الشرق” الاستعماري؛ الذي حاول الفرنسيون؛ ومن لف لفهم من الكتاب والمؤرخين إخفاءها تحت قناع الحداثة والتحديث. فها هم الضباط والجنود الفرنسيون يكتبون ويسجلون في أوراقهم ومذكراتهم وخطاباتهم لذويهم؛ ما أحدثوه من تدمير وإحراق لقرى بأكملها سواء تلك التي أبدت مقاومة للغزو أو التي هجرها أهلها فرقا وهلعا فضلا عن عمليات السلب والنهب التي مارسها “دعاة الحرية” من الفرنسيين!! وفي هذا الصدد يثبت المؤلف نصوصا وشهادات فرنسية لضباط الحملة وجنودها والذين تكرر ذكر أسمائهم ومصادرهم؛ ومن أبرزهم جوزيف ماري مواريه؛ وديزفرنواه.

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *